وكتب عمر - أيضا - إلى مرة بن كثير يأمره بتدوين الحديث [1] . كما أصدر إلى ابن شهاب الزهري أمرا بتدوين الحديث ، فقام هذا بالأمر . وكان عمر يبعث إلى كل أرض دفترا من دفاتر الزهري [2] . وكان الزهري يذكر تدوينه للحديث ، معتدا به ، فيقول : لم يدون هذا العلم أحد قبل تدويني [3] . بالرغم من أن الزهري كان ممن يكره الكتابة ، وكان يعلن عن كراهته فقد قال : كنا نكره كتابة العلم ، حتى أكرهنا عليه السلطان ، فكر هنا أن نمنعه أحدا [4] . وقال أيضا : كنا نكره كتاب العلم ، حتى أكرهنا عليه هؤلاء الأمراء ، فرأينا أن لا نمنعه أحدا من المسلمين [5] . وقال : لولا أحاديث سالت علينا من المشرق ، ننكرها ، لا نعرفها ، ما كتبت حديثا ، ولا أذنت في كتابه [6] . ويستفاد منه - كما يقول ابن حجر - : ابتداء تدوين الحديث النبوي ،
[1] الطبقات ، لابن سعد ( 7 / 447 ) . [2] جامع بيان العلم ، للقرطبي ( 1 / 76 ) . [3] تهذيب التهذيب ( 9 / 449 ) والرسالة المستطرفة ( ص 4 ) . [4] سنن الدارمي ( 1 / 92 ) ح 410 . [5] طبقات ابن سعد ( الجزء المتمم ) ( ص 169 ) وأخرجه المعلق عن طبقات ابن سعد ( 2 / 389 ) وحلية الأولياء لأبي نعيم ( 3 / 363 ) . [6] طبقات ابن سعد ( الجزء المتمم ) ( ص 166 ) .