قال محمد عجاج : كان عند جعفر الصادق بن محمد الباقر عليهما السلام رسائل وأحاديث ونسخ [1] . وقد أثار هذا الجانب حفيظة بعضهم ، فكان يشير إلى الإمام الصادق عليه السلام بأنه صحفي ، أي : يأخذ علمه من الكتب . وكان الإمام عليه السلام يفتخر بذلك ، فلما بلغه كلام أبي حنيفة - هذا - ضحك ، وقال : . . . أما في قوله : أنا رجل صحفي ، فقد صدق ! قرأت صحف آبائي ، وإبراهيم ، وموسى . . . [2] . ويدل على أن علم أهل البيت عليهم السلام مخزون موروث غير مبدل الكلمات ولا محرف النقاط ، بخلاف ما كان يجده أبو حنيفة من نقص في ما بأيديهم من النصوص ، حتى التجأوا إلى الرأي والأخذ بالقياس والاستحسان ، مما أدى بهم إلى الابتعاد عن الحق [3] . وقد بقي مما نسب إليه عليه السلام من المؤلفات ما يلي : 1 - التوحيد : كتاب أملاه عليه السلام على المفضل بن عمر الجعفي الكوفي يحتوي على بيان عقيدة التوحيد بالنظر والفكر ، ويسمى بكتاب ( فكر )
[1] السنة قبل التدوين ( ص 358 ) عن تهذيب التهذيب ( 2 / 104 ) . [2] لاحظ روضات الجنات للخونساري ( 8 / 169 ) وقاموس الرجال ( ترجمة : محمد بن عبد الله بن الحسن ) ( 8 / 243 ) . [3] أنظر تاريخ بغداد ( 13 / 323 ) ترجمة أبي حنيفة النعمان .