نام کتاب : تدوين الحديث وتاريخ الفقه نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 83
ويمكن القول أن مدرسة الفقه الشيعي قد تكاملت وتأصلت ، وظهرت ملامح الاستقلال عليها في قم والري ، وتبلورت أصولها وقواعدها في بغداد . وعلى رغم كثرة مدارس البحث الفقهي في بغداد في ذلك الحين ، غير أن مدرسة أهل البيت كانت أوسعها انتشارا ، وأعمقها جذورا وأصولا ، وأكثرها تأصلا واستعدادا وأقومها في الاستدلال والاحتجاج ، مما كان يبعث طلاب الفقه على اختلاف مذاهبهم ونزعاتهم الفكرية للانضمام إلى حلقات هذه المدرسة دون غيرها ، فقد كان يحضر درس الشيخ الطوسي في بغداد حوالي الأربعمائة مجتهد من علماء الشيعة ومن علماء أهل السنة وبقية المذاهب ، وكانت مدرسة بغداد قبل الاحتلال المغولي حافلة بالفقهاء والباحثين وحلقات الدراسة الواسعة ، وكان النشاط الفكري قائما على قدم وساق . وكان لهذه المدرسة الدور البارز والفضل الكبير في إرساء قواعد ومعالم مدرسة أهل البيت الفقهية وتثبيت دعائمها التي استمرت عامرة إلى عصرنا الحاضر .
83
نام کتاب : تدوين الحديث وتاريخ الفقه نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 83