نام کتاب : تدوين الحديث وتاريخ الفقه نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 82
والعلماء الذين نبغوا قبل ذلك كانوا بجهودهم الشخصية ومساعيهم الفردية ، لذلك عظمت مشقاتهم ، واشتدت متاعبهم ، وهم ينتقلون من مكان لآخر ينشدون الأمان في ظل تحصيل العلم ويسعون وراء المعرفة . أقول : وإذا كانت بغداد حاضرة العالم الإسلامي مدرسة الشيخ المفيد التي أرسى قواعدها وكان عميدا لها ، يبسط ظله ويحوط طلابه برعايته ويمدهم بعلمه ، وكان منار هداية وإرشاد في العراق ، فقد كان في الوقت نفسه يمد العالم الإسلامي كله بإشعاع نور علمه وأفكاره بالهداية والصلاح . أصبحت بغداد مركزا ثقافيا كبيرا من مراكز الحركة العقلية في العالم الإسلامي ، يقطنها آلاف من الفقهاء والمحدثين ، منتشرين في آلاف المدارس والكتاتيب والمساجد التي يحتشد فيها العلماء والمدرسين والطلاب كل يوم للدرس والبحث والمناقشة والمطالعة ، أمثال الشيخ المفيد والسيد المرتضى ، وكان للشيخ الطوسي الأثر الكبير في الحركة الفكرية القائمة في حينه .
82
نام کتاب : تدوين الحديث وتاريخ الفقه نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 82