التي سلكها لإخراج هذا التاريخ كما يوافق رؤاه والتي ترى خير القرون قرني هذا والذي يليه ومع تحقق اللعنة المرتبطة بالتخلف عن جيش أسامة وكان فيها كبار الصحابة فإن هذه الأحاديث تصبح لا داعي لذكرها ; لأنها تسقط أصنامهم المقدسة ، وهو الشيء الذي لا يريده مؤرخنا . ولكن الأمرُّ من هذا هو الرواية الغريبة التي أوردها حول الرزية - رزية الخميس - بحيث لا علاقة لها بالحدث التاريخي الذي حصل أنذاك فأخرج في موسوعته عن علي بن أبي طالب قال أمرني رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن آتيه بطبق يكتب فيه مالا تضل أمته من بعده ، قال : فخشيت أن تفوتني نفسه ، قال : قلت : إني احفظ وأعي ( 1 ) . إن هذه الرواية متشابهة مع رزية الخميس ، ولكن هنا الإمام علي هو الذي امتنع عن إعطاءه الطبق باعتباره يحفظ ويعي ولا أظنها إلاّ رداً على الرواية التي اتفق عليها أصحاب الصحاح ، والتي رفض فيها جمع من الصحابة إعطاء النبي ما طلبه ليكتب لهم الوصية وفيهم عمر . فخالفوا بذلك أمر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولا يخفى على أحد موقف الإسلام من مخالفة أمره ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . ويتضح من إيراد ابن كثير النص الصحيح وتعليقه عليه بأنّ الحديث عند الشيعة مع ربطه بأحاديث أخرى يفيد الوصية للإمام علي ( عليه السلام ) من