بذلك الكم الهائل من الروايات والتي غلب عليها التكرار وكذلك الحشو المتزايد بحيث لا تلمس نفسك تدرس موسوعة تاريخية على مثيل الإمامة والسياسة ; بل هي عبارة عن كتاب جمع في داخلها المتناقضات المتفحص بحيث يقف مذهولا ويصاب عقله بالارتجاج وهو لا يستطيع الوصول إلى نتيجة ، لكن يطرح هذا الأمر أمامه باب الشك حول هذه الأحداث المتراكمة مما يجعله يستشف أن هناك أشياء وقعت ويحاول المؤرخ تجاوزها أو إغفال العين عنها . لحظة الوفاة طالعت ذات يوم بشوق متزايد أحداث سنة 11 للهجرة ولكن مع الأسف وجدت أن يد ابن كثير تعاملت مع هذه الفترة بكثير من الوضاعة والاحتيال ; بحيث أن هناك أحداثاً تاريخية مهمة قد غض الطرف عنها بالإطلاق والتي كان لها تأثير كبير في تشخيص وضع المجتمع الإسلامي قبيل وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأهم هذه الأحداث هي سرية أسامة بحيث لم يُذكر لها أثر والأحداث التي وقعت أثناء إنفاذ هذه السرية ، من تأييد الرسول لها وعقد لوائها بيده الشريفة ودعوته بالإسراع لتنفيذها ولعنة المتخلفين عنها . ولكل هذه الأعمال دلالات ( 1 ) ولكن رغم ذلك فإن ابن كثير لم يفرد لها شيئاً وهذه من إحدى الأبواب