هؤلاء بالذين كفروا فنظير ذلك في سورة التوبة وغيرها ( 1 ) . ومنه يتضح بالجلي على أن هذه الآيات مدنية النزول باعتبار القرائن الملازمة لحالة المدينة لا مكة كمثل الزكاة والمنافقين ، وحتى لو سلمنا بكون السورة مكية فإنه من الجائز نزول الآية مرتين أو مرة بعد أخرى من أجل العظة والتذكرة كمثل سورة الفاتحة فإنها نزلت مرة بمكة حين فرضت الصلاة ، ومرّة بالمدينة حولت القبلة ولتثنية نزولها سميت بالمثاني ( 2 ) . الاعتراض الثالث انها نزلت بسبب ما قاله المشركون بمكّة ، ولم ينزل عليهم العذاب هناك لوجود النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بينهم لقوله تعالى * ( وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) * . الردّ الثالث إن دليل الاعتراض مربوط بالاستدلال القرآني ولفظ الآية غير محمول على المشركين بل هو ملزوم بأصحاب الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ودليل ذلك قوله تعالى * ( وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) * فلا يكون الاستغفار من مشرك كافر . ومن هنا يصير الخطاب موجه لعصاة المسلمين وأما من ارتد عن