وبهذا صارت طائفته هي علامة المنهاج السوي وباتباعهم يتبع الحق وكأن الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال ان ابن تيمية وأصحابه مع الحق حيثما دار الحق دار معهم . إن هذا مسلك من التدليج يحاول الزام الخلق باتّباع هذا الطريق ولو عن مضض مخافة الخروج على الهدي النبوي ! لأنه بنظره أنهم - أي أهل السنة - لم يتفقوا قط على خطأ ( 1 ) . وبهذا دخلوا دائرة العصمة وأصبح قولهم هو الفيصل لأنهم لا يتفقون على ضلالة ( 2 ) وما خالفتهم طائفة في أمر اتفقوا عليه إلاّ الصواب معهم والخطأ مع غيرهم ( 3 ) . من هنا يظهر لنا هذا التسطيح في التعامل مع الآخرين والانفراد بالصواب دونهم علماً أنه لا أحد يمتلك الحقيقة بقدر ما هو باحث عنها وهي ضالة المؤمن فحيثما وجدها فهي له . كما أن ابن كثير تجده يعكس كل أفكار أستاذه ويتمثل بكل حالاته المعرفية حتى هذه الحساسية المفرطة من الشيعة والسب فيهم ولعنهم كما سبق ذكره ، وفإنها لم يكن هذا الأمر وليدة الصدفة ، ولكن هي حالات تعكس ذلك الفيض التيمي على روح ابن كثير ، فابن تيمية ألف كتابه منهاج السنة النبوية في الرد على الشيعة والقدرية وعرف في أوانه بكتاب الرد على الرافضي وذلك في رده على كتاب - منهاج الكرامة في
1 - ابن تيمية منهاج السنة : 2 / 14 . 2 - المصدر السابق : 2 / 17 . 3 - المصدر السابق : 2 / 75 .