ابن كثير وابن تيمية وجهان لعملة واحدة لقد أسلفنا سابقاً بأنّ ابن كثير كان من التلاميذ النجباء لابن تيمية ومن المدافعين عنه ، والحاملين المخلصين لأفكاره . فلا جرم إذن أن تكون هذه الأفكار هي نفسها التي يجهر بها أُستاذه وتنعكس حتماً على مؤلفاته وخاصة موسوعاته التاريخية البداية والنهاية . ويكون الجامع الوحيد لهما هي هذه المدرسة السلفية التي أرسى دعائمها ابن تيمية وأصبحت المدافع الحقيقي عن هذا الدين ! وكل ما عدا هذا الخط الجديد فهو خارج عن إطار الشريعة والسنة المحمدية الأصيلة بزعمهم ، وهم السالكون على حد قول ابن كثير منهج الراسخين في العلم الذين لا يضلهم الهوى . وهذا لا يختلف في شيء عما صرّح به أستاذه الجليل تقي الدين ابن تيمية حيث يقول : « ان أهل السنة هم وحدهم الذين يأخذون بالقصد والعدل في طريقهم بين جموع فرق المسلمين » ( 1 ) .
1 - أبو الحسن الندوي - الحافظ ابن تيمية ص 278 بواسطة صائب عبد الحميد ابن تيمية حياته وعقائده .