فأعطاه صفقة يمينه ، وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر ) ( 1 ) . إذن لم يعد لفقيهنا ما يدافع عنه فكل القرائن والدلائل تبطل قوله وتجعل للمعادلة حلاً وحيداً صحيحاً يتمثّل بأحقيّة الإمام علي ( عليه السلام ) ومشروعية حربه ضد الخارجين عن طاعته وضلال من وقف بوجهه . إن عقل المسلم لم يستطع أن يتحرر من هذه العبودية والتأليهية لتاريخه بل قلب موازين الحقيقة قدسية بهذه الشخصيات التاريخية . والتي هي شخصيات بشرية بطبعها تخضع لقانون الخطأ والصواب مما أعطاها صفة الثابت الذي لا يجوز تغييره على الاطلاق . وهذا ما يحتم علينا تنقية هذا التراث ، إذ هو المخزون النفسي لدى الجماهير ، وهو الأساس النظري لابنية الواقع ( 2 ) . ونقف مع السؤال الذي طرحه الألماني البرت اشفيستر : لماذا تتوقف الحقائق التقليدية عن أن تكون وقائع وتنتقل من لسان إلى لسان على أنها مجرد كلمات ؟ ( 3 )
1 - سنن ابن ماجة : 4 / 333 ، ط 2 ، سنة 1997 ، دار المعرفة . واخرجه مسلم أيضاً . 2 - حسن حنفي من العقيدة إلى الثورة طبعة أولى 1988 دار التنوير للطباعة والنشر / عن التراث والتجديد . 3 - البرت اشفيتسر مفهوم الحضارة ص 58 ترجمة عبد الرحمن بدوي عن دار الأندلس للطباعة والنشر والتوزيع .