خاتمة لقد تتبعنا في هذه الدراسة منهجية تعتمد على تفكيك الأحداث التاريخية من خلال دراسة الدائرة التي تتحرك فيها ، وانطلاقاً من نقد ما قد تمّ تدوينه في بعض الموسوعات التاريخية ، وبالأخص البداية والنهاية وموسوعة التاريخ الإسلامي . إن الشيء الذي يجب علينا الانطلاق منه في نقد وقراءة ما كتب في التاريخ ، ينطلق من فهمنا لهذا العلم ، وهو التدوين المتسلسل للأحداث والوقائع ، وكذلك طبيعة ما دوّن وتصنيفه التاريخي بمعنى أوضح ، وهو في أي إطار نضع التاريخ المدون ؟ لقد تطرق الشهيد مطهري في كتابه المجتمع والتاريخ إلى تحديد تقسيم للتاريخ بما هو ثلاثة أقسام : تاريخ نقلي ، تاريخ تحليلي ، وتاريخ فلسفي . قد يكون الأمر لا يحتاج إلى نقد ، إذا كان نوع التاريخ المدوّن نقلي ، باعتباره يعتمد فقط على نقل الأحداث بما هي أحداث رائجة في الأوساط ، وصحة وقوعها على عهدة الأشخاص الراوين ، ولا يكلف المؤرخ في هذه الحالة نفسه عناء التحقيق ، وبهذا يكون ما دوّن لا يعبّر إلاّ عن أشياء رائجة في المجتمع ، لا علاقة لها بالوضع السياسي القائم .