العامة . فأما العلم فلم يثبت لهم سابقة فيه . فهذا عمر بن الخطاب يمنع المجنب من الصلاة ، فقد أخرج البخاري ومسلم في التيمم من صحيحيهما أن رجلا أتى عمراً فقال : اني أجنبت فلم أجد ماء ، فقال لا تصل - وكان عمار بن ياسر إذ ذاك حاضراً - فقال عمار : أما تذكر يا أمير المؤمنين إذ أنا وأنت في سرية فأجنبنا فلم نجد ماء ، فأما أنت لم تصل وأما أنا فتمعكت في التراب وصليت ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إنما كان يكفيك أن تضرب بيديك الأرض ثم تنفخ ثم تمسح بهما وجهك وكفيك ، فقال عمر : اتق الله يا عمار ، قال إن شئت لم أحدث به ! ! فقال عمر : نوليك ما توليت ( 1 ) . وهاهو أبو بكر لم يعرف معنى الأب [ وذلك في قوله تعالى * ( وَفاكِهَةً وَأَبًّا ) * ] مسائل بسيطة لا تحتاج إلى مجهود كبير لكن الخليفتين لم يكونا في مستوى المسؤولية العلمية ، وقد سجل لهم التاريخ وقعات علمية تنم عن جهلهم لكليات الدين وأنهم لا يمثلون إلاّ عامة الأمة يحتاجون هم أنفسهم للموجه ، وقد عبر عنهما عمر بقوله : « ويل لعمر من مسألة ليس لها أبو الحسن » . وأما القوة فلا زال فرارهم في أحد وحنين أهم الأحداث التي تبيّن ضعفهم وقد ذكرها ابن الأثير وابن جرير حيث ذكروا انه انتهت الهزيمة بجماعة المسلمين وفيهم عثمان بن عفان وغيره إلى الأعوص فأقاموا
1 - السيد عبد الحسين شرف الدين ، النص والاجتهاد ص 240 .