الشيعة : الفلسفة وعلم الكلام إن الفتوحات التي قام بها المسلمون في المناطق الخارجة عن شبه الجزيرة العربية والتي كانت تعيش قبل ذلك في ظل حضارات قديمة كانت تمتلك قدرة معرفية قوية جداً ، وكانت إشكالاتها المطروحة على صعيد المعرفة الدينية أيضاً قوية ، نظراً لامتزاجها بالمعارف المأخوذة من الثقافات الفلسفية الموجود هناك ، منها المشائية ( الارسطية ) ، العرفانية ( الافلوطونية ) . مما اضطر الفكر الإسلامي أن يدخل مجال معرفي آخر خارج عن إطار الحديث والفقه والاستدلال الظاهري إلى حقل معارف جديدة ليتمكن بها من مواجهة هذه التيارات المدعومة ابستمولوجيا بمدارس فكرية . فكانت ضرورة علم الكلام والفلسفة ملحة . لكن الجدير ذكره هو أن علم الكلام كحالة استدلالية ومعرفية قد سبقت الفلسفة للظهور ليُعبر من خلاله على طبيعة المذهب الكلامي ، وكذلك التعبير بشكل أوضح عن أسسه ومعتقداته ، فكانت بذلك مجالات علم الكلام محددة ومرتبطة بمجموعة من الإشكالات التي تطرح على الفكر الإسلامي ، فكان لزاماً إيجاد مخرج لها في مواجهة جميع الافكار الدخيلة والمنافسة ، فكان علماء الكلام الشيعة من المدافعين عن حقيقة هذا الدين والعاملين على تخليصه من الشوائب التي يمكن أن تدخل في المعتقدات التي تلقاها الإسلام إبان الفتوحات . فبرز علماء كثيرون لصد هجمات الخصوم وتبيين الأفكار الإسلامية الخالصة وكان من أشهرهم هشام بن الحكم وقد كان من تلامذة الإمام