من مقام سياسي واجتماعي على مسرح الأحداث ( 1 ) . إن هذا التضارب في تحديد تاريخ التشيّع ينم في داخله عن شيء معين ، إذ كل الطوائف الإسلامية الأخرى معروف تاريخ تأسيسها ، وأصحاب الملل والنحل يبيّنون تاريخ ومؤسس كل فرقة بصورة واضحة لم يختلف عليها أحد من عامة المسلمين ، إلاّ التشيع فإنه ظل ولا يزال محل خلاف ، ومن شدة التيه التحقيقي في هذه المسألة ظهرت نظريات حاولت إعطاء رؤى تقريبية لهذه المدرسة ، فظهر تقسيم عجيب تداولته الألسن ، وهو تقسيم إلى تشيّع السياسي ، وتشيع مذهبي . إن هذا التقسيم لم يكن موضوعياً ، وإنما قصد منه ضربة التشيّع في الصميم . وقصد بالتشيع السياسي هو حالة المشايعة التي عرفها آل البيت من أجل الحصول على السلطة السياسية وخصوصاً بعد استشهاد الامام الحسين ( عليه السلام ) ، مما أدى إلى تشكيل طائفة سياسية تعلن الولاء السياسي لآل البيت . ويرى الدكتور كامل مصطفى الشيبي أن التشيع السياسي ، وإن ظهر في الفترة التي افترضها الباحثون السابقون ، إلا أن دلالة الاصطلاح ( شيعة ) على الكتلة التي ندرسها من المسلمين وانصرافه إليهم دون غيرهم ، قد بدأت مع حركة التوابين التي ظهرت سنة 61 ، وانتهت