الشمس في كبد السماء ، لأن الأمة أجمعت على صحة ما قيل في حقه ( عليه السلام ) وخصوصاً أحاديث الولاية ، من جانبي قد يلاحظ نوع من التعصب ، لكن أظن أنني أتحدث عن وقائع ثابتة ولا أحاول نفيها أو إثباتها بطريقة تخالف المناهج العلمية ، عكس ما عمله صاحب الموسوعة حيث يجرأ بكل سهولة لانكار حقائق وقعت في التاريخ الاسلامي . إن شخصية الامام علي ( عليه السلام ) لم تكن وليدة اللحظة التي توفي فيها الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حتى يتجرأ للطمع في شيء لا يرى فيه أحقية دينية ولنفسه ، بل هو نتاج لعملية التكوين النبوي لهذه الشخصية حتى تكون مستعدة لاستخلافها من بعده ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . إن مثل الامام علي ( عليه السلام ) والنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كمثل تلك النبتة التي يرعاها الفلاح حتى يستفيد منها الناس في المستقبل وهذا يتطلب جهداً من الفلاح للحفاظ عليها ، وهذا حال المصطفى ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بحيث لم يعلن عن وليدة في لحظة زمنية محددة وإنما تطلب منه مدة زمنية طويلة على طول الدعوة الإسلامية من حديث الدار إلى غدير خم حتى يتم استيعاب الامر بشكل جيد من طرف أصحابه ، وقد اختلفت هذه المواضع باختلاف الزمان والمكان . المرحلة الأولى : ( يوم الدار ) إن مسألة تميز علي بن أبي طالب انطلقت من تحديد أهميته أولا داخل اُسرته ثم بعد ذلك بين كافة المسلمين ، وكانت واقعة الانذار أول