شخصية عبد الله بن سبأ من الشخصيات التي أعطاها التاريخ حجماً أكبر من حجمها ، شخصية عبد الله بن سبأ ، حتى صار معروفاً بين أوساط المؤرخين بمؤسس السبئية والتي كان يقصد بها وفي غالب الأوقات الأشخاص الموالين لعلي ( عليه السلام ) أو أحد أبنائه أو أحفاده . الشيء الذي أكسبه شخصية محورية في ارتباطه بالتشيع . وأصبح هذا الشخص هو المدخل الرئيسي للهجوم على الشيعة ، وربط حركتهم بالأصول اليهودية . لكن الأمانة العلمية التي يتطلبها التحقيق التأريخي تلزمنا أن ندرس هذه الشخصية من جميع الجوانب انطلاقاً من وجودها أو عدم وجودها ، وإن كانت موجودة فلا بد من معرفة مدى تأثيرها على الصعيد الثقافي والسياسي الاسلامي ، وهل فعلاً كان بالشكل الذي رسمه التاريخ الاسلامي . ان مسألة عبد الله بن سبأ لم تكن محل اختلاف بين السنة والشيعة فقط بل حتى داخل المنظومة الفكرية الشيعية نفسها ، فقد نفى البعض وجود هذه الشخصية بالإطلاق باعتبارها إحدى موضوعات سيف بن عمر باعتباره هو الراوي الذي أورد له الطبري مروياته وبعدها كان