وبهذه المعجزة ثبت للجميع أن أمر الغدير صادر من منبع الوحي ، وأنه أمر من الله عز وجل . كما اتضح الحق لجميع المنافقين الذين كانوا يفكرون مثل تفكير الحارث ويتصورون أنهم مؤمنون بالله ورسوله ، ولكنهم مع ذلك كانوا يقولون بصراحة : نحن لا نطيق ولايته علينا ! فكان هذا الجواب الإلهي الفوري والقاطع قد أثبت أن كل من لا يقبل ولاية علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فإنه منكر لكلام الله وكلام رسوله الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) . اختتام مراسيم الغدير ( 1 ) وهكذا تمت مراسم الغدير في ثلاثة أيام وعرفت بعد ذلك ب " أيام الولاية " ، وبقيت أحداثها راسخة في الأذهان . ثم توجَّه النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى المدينة بعد أن أوصل أمانة النبوة إلى مقصدها ، وتوجَّهت جموع المسلمين والقبائل متوجهين إلى مناطقهم وديارهم . وقد انتشر خبر الغدير بسرعة في المدن والمناطق وتسامع الناس ببيعة الغدير وخطبته ، وبذلك أيضا أتم الله تعالى حجته على عباده كما قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : " ما علمت أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ترك يوم الغدير لأحد حجة ولا لقائل مقالا " . ( 2 ) * * *
1 - بحار الأنوار : ج 37 ص 136 ، ج 39 ص 336 ، ج 41 ص 228 . عوالم العلوم : ج 15 / 3 ص 68 . كشف المهم : ص 109 . بصائر الدرجات : ص 201 . 2 - بحار الأنوار : ج 28 ص 186 . إثبات الهداة : ج 2 ص 115 .