وميراث الأنبياء ، فورِّثه إياه وأقمه للناس عَلَماً ، فإني لم أقبض نبياً من أنبيائي إلا بعد إكمال ديني ، ولم أترك أرضي بغير حجة على خلقي . . . . وقد كان من المتوقع للنبي ( صلى الله عليه وآله ) في سفره الوحيد للحج أن يبقى مدة في مكة ; ولكنه بعد الانتهاء من مناسك الحج مباشرة أمر بلالا أن ينادي بالناس : " لا يبقى غداً أحد الا عليل الا خرج . . . " . وهكذا فقد أخبرهم ( صلى الله عليه وآله ) عن مراسم خاصة اقتضت الحكمة أن يكون إجراؤها في غدير خم ، وانضم إلى القافلة الراجعة من الحج كثير ممن لم تكن بلدانهم على ذلك المسير . الوحي يوقف القافلة النبوية عند الغدير ( 1 ) تحرَّكت القافلة العظيمة يوم الخميس الخامس عشر من ذي الحجة ، فبعد الخروج من مكة وصلوا إلى " سَيْرَف " ومن هناك إلى " مرّ الظهران " ثم إلى " عسفان " ومنها إلى " قُدَيْد " حيث وصلوا " كراع الغميم " على مقربة من الجحفة الذي يقع " غدير خم " في أحد جوانبها . رحل النبي ( صلى الله عليه وآله ) من مكة وهو ناو أن يكون أول عمل يقوم به إعلان ولاية عترته ، كما أمره ربه تعالى في وقت يأمن فيه الخلاف منهم عليه ، وعلم الله عز وجل أنه إن تجاوز غدير خم انفصل عنه كثير من الناس إلى بلدانهم وأماكنهم وبواديهم . وقبيل الظهر من يوم الاثنين في الثامن عشر من ذي الحجة ولدى وصولهم إلى منطقة " غدير خم " جاءه جبرئيل لخمس ساعات مضت من
1 - بحار الأنوار : ج 21 ص 387 ، ج 37 ص 173 ، 203 ، 204 ، ج 98 ص 298 . عوالم العلوم : ج 15 / 3 ص 50 ، 60 ، 79 ، 80 ، 301 . الغدير : ج 1 ص 10 ، 22 . مدينة المعاجز : ص 128 . الفصول المهمة : ص 24 ، 125 .