نام کتاب : بيت الأحزان نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 96
رجل ، وجائهم معاذ بن جبل ومعه ألف رجل ، فما زال يجتمع رجل رجل حتى اجتمع أربعة آلاف رجل ، فخرجوا شاهرين أسيافهم ، يقدمهم عمر بن الخطاب حتى وقفوا بمسجد النبي صلى الله عليه وآله فقال عمر : والله يا صحابة علي لئن ذهب الرجل منكم يتكلم بالذي تكلم به بالأمس لنأخذن الذي فيه عيناه . فقام إليه خالد بن سعيد بن العاص وقال : يا بن صهاك الحبشية أبأسيافكم تهددونا أم بجمعكم تفزعونا ؟ والله إن أسيافنا أحد من أسيافكم ، وإنا لأكثر منكم وإن كنا قليلين لأن حجة الله فينا ، والله لولا أني أعلم أن طاعة إمامي أولى بي لشهرت سيفي ولجاهدتكم في الله إلى أن أبلى عذري [2] ، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : إجلس يا خالد ، فقد عرف الله مقامك وشكر لك سعيك ، فجلس . وقام إليه سلمان الفارسي رضي الله عنه وقال : الله أكبر الله أكبر سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وإلا صمتا يقول : بينا أخي وابن عمي جالس في مسجدي مع نفر من أصحابه ، إذ يكبسه جماعة من كلاب أهل النار يريدون قتله وقتل من معه ولست أشك ألا وإنكم هم ، فهم به عمر بن الخطاب ، فوثب إليه أمير المؤمنين عليه السلام وأخذ بمجامع ثوبه ، ثم جلد به الأرض ، ثم قال : يا ابن صهاك الحبشية لولا كتاب من الله سبق وعهد من رسول الله صلى الله عليه وآله تقدم ، لأريتك أينا أضعف ناصرا وأقل عددا ، ثم التفت إلى أصحابه فقال : انصرفوا رحمكم الله ، فوالله لا دخلت المسجد إلا كما دخل أخواي موسى وهارون إذ قال له أصحابه : " اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هيهنا قاعدون " والله لا أدخل إلا لزيارة رسول الله صلى الله عليه وآله أو لقضية أقضيها ، فإنه لا يجوز لحجة أقامه رسول الله صلى الله عليه وآله أن يترك الناس في حيرة [3] .
[2] أبلاه عذرا : أي أداه إليه . [3] الاحتجاج : ج 1 ص 97 بحار الأنوار ج 28 ص 189 .
96
نام کتاب : بيت الأحزان نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 96