نام کتاب : بيت الأحزان نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 92
تنام عينا قلب مشغول ، يا ابن عباس ملك جوارحك قلبلك ، فإذا أرهبه طار النوم عنه ، ها أنا ذاكما ترى مذ أول الليل إعتراني الفكر والسهر لما تقدم من نقض عهد أول هذه الأمة المقدر عليها نقض عهدها . إن رسول الله صلى الله عليه وآله أمر من أمر أصحابه بالسلام علي في حياته بإمرة المؤمنين فكنت أؤكد أن أكون كذلك بعد وفاته ، يا ابن عباس أنا أولى الناس بالناس بعده ، ولكن أمور اجتمعت على رغبة الناس في الدنيا وأمرها ونهيها ، وصرف قلوب أهلها عني . أقول : وساق كلامه عليه السلام في الشكاية عمن تقدمه إلى أن قال عليه السلام : فالآن يا ابن عباس قرنت بابن آكلة الأكباد ، وعمرو ، وعتبة ، والوليد ، ومروان ، وأتباعهم ، فمتى اختلج في صدري ، وألقي في روعي ، أن الأمر منقاد إلى دنيا يكون هؤلاء فيها رؤساء يطاعون ، فهم في ذكر أولياء الرحمن يثلبونهم [4] ويرمونهم بعظائم الأمور من إفك مختلق وحقد قد سبق . وقد علم المستحفظون ممن بقي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله إن عامة أعدائي ممن أجاب الشيطان علي ، وزهر الناس في ، وأطاع هواه فيما يضره في آخرته وبالله عز وجل الغني وهو الموفق للرشاد والسداد ، يا بن عباس ، ويل لمن ظلمني ودفع حقي وأذهب عظيم منزلتي ، أين كانوا أولئك ؟ وأنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وآله صغيرا ، لم يكتب علي صلاة ، وهم عبدة الأوثان وعصاة الرحمن وبهم توقد النيران . فلما قرب أصعار الخدود [5] وأتعاس الجدود ، أسلموا كرها وأبطنوا غير ما أظهروا طمعا في أن يطفئوا نور الله وتربصوا انقضاء أمر الرسول ، وفناء مدته ، لما
[4] ثلبه : تنقصه . [5] صعر خده تصعيرا وصاعره وأصعره : أماله عن النظر إلى الناس تهاونا . التعس : الهلاك . والجدود جمع الجد بالفتح وهو الحظ .
92
نام کتاب : بيت الأحزان نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 92