نام کتاب : بيت الأحزان نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 31
لها ، كندائه إيها ب " يا حبيبة أبيها " . كما روى الطبري الإمامي عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام ، عن فاطمة عليها السلام قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا حبيبة أبيها كل مسكر حرام وكل مسكر خمر [2] ، وليعلم أنه قد حقق في محله أن محبة المقربين لأولادهم وأقربائهم وأحبائهم ليست من جهة الدواعي النفسانية والشهوات البشرية ، بل تجردوا عن جميع ذلك ، وأخلصوا حبهم ، وإرادتهم لله ، فهم ما يحبون سوى الله تعالى ، وحبهم لغيره تعالى : إنما يرجع إلى حبهم له . ولذا لم يحب يعقوب عليه السلام من سائر أولاده مثل ما أحب يوسف عليه السلام وهم لجهلهم بسبب حبه نسبوه إلى الضلال وقالوا : نحن عصبة ونحن أحق بأن نكون محبوبين له لأنا أقوياء على تمشية ما يريده من أمور الدنيا ، ففرط حبه ليوسف إنما كان لحب الله تعالى له واصطفائه إياه ، ومحبوب المحبوب محبوب . روى الشيخ الكليني عطر الله مرقده عن محمد بن سنان قال : كنت عند أبي جعفر الثاني عليه السلام فأجريت اختلاف الشيعة ، فقال يا محمد : إن الله تبارك وتعالى لم يزل متفردا بوحدانيته ، ثم خلق محمدا وعليا وفاطمة صلوات الله عليهم فمكثوا ألف دهر ، ثم خلق جميع الأشياء فأشهدهم خلقها وأجرى طاعتهم عليها وفوض أمورها إليهم ، فهم يحلون ما يشاؤن [ ويحرمون ما يشاؤون ] ولن يشاؤا إلا أن يشاء الله تبارك وتعالى ، ثم قال : " يا محمد هذه الديانة من تقدمها مرق ، ومن تخلف عنها محق ومن لزمها لحق ، خذها إليك يا محمد " [3] . أقول : فظهر من هذا الحديث الشريف ، إن فاطمة صلوات الله عليها ممن فوض الله تعالى أمور جميع الأشياء إليهم ، فهي تحل ما تشاء وتحرم ما تشاء .
[2] دلائل الإمامة ص 3 . [3] الكافي ج 1 ص 441 ح 5 بحار ج 25 ص 340 .
31
نام کتاب : بيت الأحزان نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 31