نام کتاب : بيت الأحزان نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 23
نجئ ولا نلي من أمرك شيئا . فاغتمت خديجة عليها السلام لذلك ، إذ دخل عليها أربع نسوة سمر [14] . طوال ، كأنهن من نساء بني هاشم ففزعت منهن ، لما رأتهن ، فقالت إحديهن : لا تحزني يا خديجة ، فإنا رسل ربك إليك ونحن أخواتك ، أن سارة وهذه آسية بنت ، مزاحم وهي رفيقتك في الجنة وهذه مريم بنت عمران وهذه كلثم أخت موسى بن عمران ، بعثنا الله إليك لنلي منك ما تلي النساء من النساء ، فجلست واحدة عن يمينها وأخرى عن يسارها ، والثالثة بين يديها ، والرابعة من خلفها ، فوضعت فاطمة طاهرة مطهرة . فلما سقطت إلى الأرض أشرق منها النور حتى دخل بيوتات مكة ، ولم يبق في شرق الأرض وغربها موضع إلا أشرق فيه ذلك النور ودخل عشر من الحور العين كل واحدة منهن معها طست من الجنة ، و إبريق من الجنة وفي الإبريق ماء من الكوثر ، فتناولتها المرأة التي كانت بين يديها فغسلتها بماء الكوثر ، وأخرجت خرقتين بيضاوتين أشد بياضا من اللبن وأطيب ريحا من المسك والعنبر ، فلفتها بواحدة وقنعتها بالثانية ، ثم استنطقتها ، فنطقت فاطمة بالشهادتين وقالت : " أشهد أن لا إله إلا الله . وأن أبي رسول الله سيد الأنبياء ، وأن بعلي سيد الأوصياء ، وولدي سادة الأسباط " . ثم سلمت عليهن ، وسمت كل واحدة منهن باسمها ، وأقبلن يضحكن إليها ، وتباشرت الحور العين ، وبشر أهل السماء بعضهم بعضا بولادة فاطمة عليها السلام ، وحدث في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك وقالت النسوة : خذيها يا خديجة طاهرة ، مطهرة ، زكية ، ميمونة ، بورك فيها ، وفي نسلها . فناولتها فرحة مستبشرة وألقمتها ثديها فدر عليها ، فكانت فاطمة عليها السلام تنمي كما ينمي الصبي في الشهر وتنمي في الشهر كما ينمي الصبي في السنة ( 14 ) .
( 13 ) سمر سمرة : كان لونه بين السواد والبياض : سمر أقرب الموارد . [14] أمالي الصدوق ص 76 بحار ج 43 ص 2 ج 1 .
23
نام کتاب : بيت الأحزان نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 23