responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بيت الأحزان نویسنده : الشيخ عباس القمي    جلد : 1  صفحه : 142


ابتدأها ، وسبوغ آلاء أسداها ، وتمام منن أولاها ، جم عن الإحصاء عددها ونأى عن الجزاء أمدها ، وتفاوت عن الإدراك أبدها ، وندبهم لاستزادتها بالشكر لاتصالها ، وأستحمد إلى الخلائق بإجزالها ، وثنى بالندب إلى أمثالها .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، كلمة جعل الإخلاص تأويلها ، وضمن القلوب موصولها ، وأنار في الفكر معقولها ، الممتنع من الأبصار رؤيته ، ومن الألسن صفته ، ومن الأوهام كيفيته ، ابتدع الأشياء لا من شئ كان قبلها ، وأنشأها بلا احتذاء أمثلة امتثلها إلى أن قالت سلام الله عليها :
أيها الناس : أعلموا أني فاطمة وأبي محمد صلى الله عليه وآله ، أقول عودا وبدوا ، ولا أقول ما أقول غلطا ، ولا أفعل ما أفعل شططا ، * ( لقد جائكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ) * [28] ، فإن تعزوه وتعرفوه : تجدوه أبي دون نسائكم وأخا ابن عمي دون رجالكم ، ولنعم المعزي إليه صلى الله عليه وآله . فبلغ الرسالة صادعا بالنذارة ، مائلا عن مدرجة [29] المشركين ، ضاربا ثبجهم [30] ، آخذا بأكظامهم [31] ، داعيا إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة ، يكسر الأصنام وينكث الإلهام ، حتى انهزم الجمع وولوا الدبر ، حتى تفري [32] الليل عن صبحه وأسفر الحق عن محضه ، ونطق زعيم الدين وخرست شقاشق [33] الشياطين ، وطاح وشيظ النفاق [34] وانحلت عقد الكفر والشقاق ، وفهمتم بكلمة الإخلاص في



[28] التوبة 128 .
[29] المدرجة المدرجة : المسلك والمذهب .
[30] الثبج : معظم الشئ
[31] الكظم بالتحريك مخرج النفس من الحلق .
[32] تفري الليل : أي انشق حتى ظهر وجه الصباح .
[33] شقاشق : جمع شقشقة وهي شئ كالرية يخرجها البعير من فيه إذا هاج .
[34] طاح : هلك . والوشيظ : السفلة والرزل من الناس .

142

نام کتاب : بيت الأحزان نویسنده : الشيخ عباس القمي    جلد : 1  صفحه : 142
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست