نام کتاب : بيت الأحزان نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 111
ترملني من زوجي ؟ والله لئن لم تكف عنه لأنشرن شعري ولأشقن جيبي ولآتين قبر أبي ولأصيحن إلى ربي ، فأخذت بيد الحسن والحسين وخرجت تريد قبر النبي صلى الله عليه وآله فقال علي عليه السلام لسلمان : أدرك ابنة محمد صلى الله عليه وآله فإني أرى جنبتي المدينة تكفئان [8] ، والله إن نشرت شعرها ، وشقت جيبها وأتت قبر أبيها وصاحت إلى ربها لا يناظر بالمدينة أن يخسف بها وبمن فيها ، فأدركها سلمان رضي الله عنه فقال : يا بنت محمد إن الله إنما بعث أباك رحمة فارجعي ، فقالت : يا سلمان يريدون قتل علي عليه السلام وما علي صبر ، فدعني حتى آتي قبر أبي ، فأنشر شعري وأشق جيبي وأصيح إلى ربي فقال سلمان : إني أخاف أن يخسف بالمدينة وعلي بعثني إليك يأمرك أن ترجعي له إلى بيتك وتنصر في فقالت عليها السلام : إذا أرجع وأصبر واسمع له وأطيع [9] . الاحتجاج : روي عن الصادق عليه السلام أنه قال : لما استخرج أمير المؤمنين عليه السلام من منزله ، خرجت فاطمة عليها السلام فما بقيت هاشمية إلا خرجت معها حتى انتهت قريبا من القبر ، فقالت لهم : خلوا عن ابن عمي ، فوالذي بعث محمدا بالحق ، لئن لم تخلوا عنه لأنشرن شعري ولأضعن قميص رسول الله صلى الله عليه وآله على رأسي ولأصرخن إلى الله تبارك وتعالى ، فما صالح بأكرم على الله من أبي ولا الناقة بأكرم مني ولا الفصيل بأكرم على الله من ولدي ، قال سلمان " رضي الله عنه " : كنت قريبا منها فرأيت والله أساس حيطان المسجد مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله تقلعت من أسفلها ، حتى لو أراد رجل أن ينفذ من تحتها لنفذ ، فدنوت منها ، فقلت : يا سيدتي ومولاتي ، إن الله تبارك وتعالى بعث أباك رحمة فلا تكوني نقمة فرجعت ، ورجعت الحيطان حتى سطعت الغبرة من أسفلها فدخلت في خياشيمنا ( 1 ) .
[8] قوله تكفئان : أي تضطربان وتنقلبان . [9] العياشي : ج 2 ص 67 وبحار الأنوار ج 28 ص 227 . ( 10 ) الاحتجاج ج 1 ص 113 .
111
نام کتاب : بيت الأحزان نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 111