نام کتاب : بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية نویسنده : السيد ابن طاووس جلد : 1 صفحه : 419
عقلاء مجربين ديانين ، ونرى عيانا ترجيح المرجوح على الراجح ، وهو دائر بين عقلاء متدبرين ، معتبرين ، متدينين . وموارد ذلك تارة الاشتباه وتارة البهت ، وليس المختلف فيها بمقام ملك أو منزلة قهر ، وقد لا يرجى منهما المنافع ، ولا يخاف منهما الانتقام ، فكيف إذا ارتقبت سماء التفضل [1] وهيبت سطوات الانتقام ؟ . ومما يؤكد ذلك ، أن في العقلاء من يقول أعلم بالضرورة أني فاعل غير مقهور ، وأخر ينكر ذلك ويهزأ ممن يدعيه ، وربما سماه مشركا جاهلا بعيدا عن النقد ، نازحا عن الاعتبار . وكذا كان في الوجود من أنكر البديهيات والمحسات [2] وصرائح البراهين المحررات ، وسلطان الأمزحة غالبا أقوى من سلطان الألباب . ولهذا قل سالكو الطريق اللاحب ، وكثر سالكو الطريق الخائب . وكذا في الوقت من يقول وهو على ما أرى مذهب أبي عثمان : من كون الباري ما ابتدع ذوات الجواهر وأنها بغير مؤثر ، ومع ذلك يدعي المعرفة بالصانع ، ولازم ذلك إنكار الصانع ، وكيف يستغرب شئ ، والأشاعرة ترى أن الله ليس في حيز ولا جهة وهو يرى هازئين ممن يخالف في ذلك . والمعتزلة تهزأ ممن يعتمده ، وترى هذا لا يصلح أن يكون قولا لعاقل . والأشاعرة ومن ضارعهم يقولون : إن الباري تعالى لا ينتج [3] منه شئ ، ويجوز أن يصدق الكاذب ، وأنه لا يفعل لغرض ، ويندرج تحت [4] ذلك أنه لا يفعل المعجزات لغرض التصديق ، ومع ذلك يثبتون نبوة الأنبياء ، وفعلها لأجل التصديق وهو جمع بين النقيضين وهو محال .