responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية نویسنده : السيد ابن طاووس    جلد : 1  صفحه : 244


إذا عرفت هذا ، فلو لا أن ملقح الفتن عدو مبين لأمير المؤمنين - صلوات الله عليه - ما كان يعد هذه المقاصد في قبيل المعائب :
إذا محاسني اللائي أمت [1] بها * صارت ذنوبا [2] فقل لي كيف أعتذر علي نحت المعاني [3] من أماكنها * وما علي لهم أن تفهم البقر [4] هل يعيب عاقل ساعيا في مواد الإحسان إلى الفقراء والقرباء ، والحج إلى بيت الله الحرام ؟ هذا رأي مهين ممن اعتمده مزاج سوء ممن قصده . وغير مستغرب ذلك من خليط ابن الزيات [5] وعشيره



[1] ق : امث وفي ديوان البحتري : أدل .
[2] في الديوان : كانت ذنوبي .
[3] في الديوان : القوافي من مقاطعها .
[4] البيتان هما للبحتري ( 820 - 897 ) من قصيدة يمدح بها علي بن مر الأرمني مطلعها : الشيب زجر له لو كان ينزجر * وبالغ منه لولا أنه حجر
[5] هو أبو جعفر محمد بن عبد الملك بن أبان بن حمزة المعروف بابن الزيات ، وزر لثلاثة خلفاء من بني العباس وهم : المعتصم والواثق والمتوكل . كان أبوه زياتا إلا أنه كان كثير المال ، وكان محمد شديد القسوة ، صعب العريكة ، لا يرق لأحد ولا يرحمه وكان يقول : الرحمة خور في الطبيعة . وكان ابن الزيات المذكور قد اتخذ تنورا من حديد ، وأطراف مساميره المحددة إلى داخل ، وهي قائمة مثل رؤوس المسال في أيام وزارته وكان يعذب فيه المصادرين ، وأرباب الدواوين المطلوبين بالأموال ، ولم يسبقه أحد إلى هذه المعاقبة ، وكان إذا قال له أحد منهم : أيها الوزير ارحمني ، فيقول له : الرحمة خور في الطبيعة فلما اعتقله المتوكل ، أمر بإدخاله في التنور وقيده بخمسة عشر رطلا من الحديد فقال : يا أمير المؤمنين ارحمني ، فقال له : الرحمة خور في الطبيعة . قتل ابن الزيات سنة 233 . قال ابن خلكان : وكان الجاحظ منقطعا إليه ( يعني ابن الزيات ) فخاف أن يؤخذ مع أسبابه فغاب . وحكى ابن أبي العيناء قال : كنت عند ابن أبي داود بعد قتل ابن الزيات فجيئ بالجاحظ مقيدا وكان في أسبابه وناحيته وعند ابن أبي داود محمد بن منصور ، وهو إذ ذاك يلي قضاء فارس وخوزستان فقال ابن أبي داود للجاحظ : ما تأويل هذه الآية : * ( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد ) * هود : 102 فقال : تلاوتها تأويلها أعز الله القاضي ، فقال : جيئوا بحداد ، فقال أعز الله القاضي ، ليفك عني أو يزيدني ؟ فقال : بل ليفك عنك ، فجيئ بالحداد وغمزه بعض أهل المجلس أن يعنف بساق الجاحظ ويطيل أسره قليلا ، ففعل ، فلطمه الجاحظ وقال : اعمل عمل شهر في يوم وعمل يوم في ساعة وعمل ساعة في لحظة ، فإن الغرر على ساقي وليس بجذع ولا ساجة ، فضحك ابن أبي داود وأهل المجلس منه ، وقال ابن أبي داود لمحمد بن منصور : أنا أثق بظرفه ولا أثق بدينه . انظر وفيات الأعيان : 5 / 94 - 103 وترجمة ابن الزيات إلى : مروج الذهب : 4 / 5 - 6 وتاريخ ابن الأثير : 7 / 36 .

244

نام کتاب : بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية نویسنده : السيد ابن طاووس    جلد : 1  صفحه : 244
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست