responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية نویسنده : السيد ابن طاووس    جلد : 1  صفحه : 108


وأما الاجتهادات ، فقد تضمنت السيرة حاله - صلى الله عليه - في ذلك ، حتى أنه [1] يكاد يموت من خشية الله ، بحيث يحرك فلا يتحرك ، ويزوي فلا ينزوي [2] .



[1] ن بزيادة : كان .
[2] ذكر الصدوق رحمه الله في أماليه : 72 قال : حدثنا عبد الله بن النضر بن سمعان التميمي الخرقاني ( رحمه الله ) ، قال حدثنا جعفر بن محمد المكي ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إسحاق المدايني عن محمد بن زياد ، عن مغيرة عن سفيان ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه عروة بن الزبير ، قال : كنا جلوسا في مجلس في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فتذاكرنا أعمال أهل بدر ، وبيعة الرضوان ، فقال أبو الدرداء : يا قوم ألا أخبركم بأقل القوم مالا ، وأكثرهم ورعا ، وأشدهم اجتهادا في العبادة ؟ قالوا : من ؟ قال : علي بن أبي طالب ، قال : فوالله إن كان في جماعة أهل المجلس إلا معرض عنه بوجهه ، ثم انتدب له رجل من الأنصار ، فقال له : يا عويمر لقد تكلمت بكلمة ما وافقك عليها أحد منذ أتيت بها ، فقال أبو الدرداء : يا قوم ، إني قائل ما رأيت ، وليقل كل قوم منكم ما رأوا ، شهدت علي بن أبي طالب بشويحطات النجار ، وقد اعتزل عن مواليه ، واختفى ممن يليه ، واستتر بمغيلات النخل فافتقدته وبعد علي مكانه ، فقلت لحق بمنزلة ، فإذا أنا بصوت حزين ، ونغمة شجي ، وهو يقول : إلهي كم من موبقة حملت عني فقابلتها بنعمتك ، وكم من جريرة تكرمت عن كشفها بكرمك ، إلهي إن طال في عصيانك عمري ، وعظم في الصحف ذنبي فما أنا مؤمل غير غفرانك . ولا أنا براج غير رضوانك ، فشغلني الصوت ، واقتفيت الأثر ، فإذا هو علي بن أبي طالب بعينه ، فاستترت له ، فأخملت الحركة ، فركع ركعات في جوف الليل الغابر ، ثم فزع إلى الدعاء والبكاء والبث والشكوى ، فكان مما به الله ناجى أن قال : إلهي ، أفكر في عفوك فتهون علي خطيئتي ، ثم أذكر العظيم من أخذك فتعظم علي بليتي ، ثم قال : آه ، إن أنا قرأت في الصحف سيئة أنا ناسيها ، وأنت محصيها ، فتقول ، خذلوه ، فيا له من مأخوذ لا تنجيه عشيرته ، ولا تنفعه قبيلته ، يرحمه الملأ إذا أذن فيه بالنداء ، ثم قال : آه ، من نار تنضج الأكباد والكلى ، آه من نار نزاعة للشوى ، آه من غمرة من ملهبات لظى . قال ثم : انغمر في البكاء ، فلم أسمع له حسا ولا حركة ، فقلت غلب عليه النوم لطول السهر ، أوقظه لصلاة الفجر ، قال أبو الدرداء : فأتيته فإذا هو كالخشبة الملقاة ، فحركته فلم يتحرك ، وزويته فلم ينزو ، فقلت : إنا لله وإنا إليه راجعون ، مات والله علي بن أبي طالب ، قال : فأتيت منزلة مبادرا أنعاه إليهم ، فقالت فاطمة : يا أبا الدرداء ما كان من شأنه ومن قصته فأخبرتها الخبر ، فقالت : هي والله يا أبا الدرداء الغشية التي تأخذه من خشية الله ، ثم أتوه بماء فنضحوه على وجهه فأفاق ، ونظر إلي وأنا أبكي فقال : مما بكاءك يا أبا الدرداء ؟ فقلت : مما أراه تنزله بنفسك ، فقال : يا أبا الدرداء ولو رأيتني ودعي بي إلى الحساب ، وأيقن أهل الجرائم بالعذاب ، واحتوشتني ملائكة غلاظ ، وزبانية فظاظ ، فوقفت بين يدي الملك الجبار ، قد أسلمني الأحباء ، ورحمني أهل الدنيا ، لكنت أشد رحمة لي بين يدي من لا تخفى عليه خافية ، فقال أبو الدرداء فوالله ما رأيت ذلك لأحد من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - .

108

نام کتاب : بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية نویسنده : السيد ابن طاووس    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست