نام کتاب : بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية نویسنده : السيد محسن الخزازي جلد : 1 صفحه : 89
هو ؟ قال : ويلك ، إن الذي ذهبت إليه غلط هو أين الأين وكيف الكيف بلا كيف ، فلا يعرف بالكيفوفية ولا بأينونية ولا يدرك بحاسة ولا يقاس بشئ فقال السائل الملحد : فإذا أنه لا شئ إذا لم يدرك بحاسة من الحواس . فقال أبو الحسن - عليه السلام - : ويلك لما عجزت حواسك عن ادراكه أنكرت ربوبيته ونحن إذا عجزت حواسنا عن إدراكه أيقنا أنه ربنا بخلاف شئ من الأشياء " [1] ومن جملة شبهاتهم : أنهم يقولون : أن الاعتقاد بالمبدأ ناش عن الوهم لا البرهان ، فإن الموحدين لما رأوا بعض الحوادث ولم يعرفوا عللها الطبيعية اعتقدوا بأنها من ناحية الله ، ولذا كلما كشفت العلل الطبيعية صار هذا الاعتقاد ضعيفا . مع أنه فاسد ، لأن كثيرا من المعتقدين عبر التاريخ لا سيما في عصرنا هذا ، من العالمين بأسرار الطبيعة في الجملة ، و مع ذلك اعتقدوا بالمبدأ المتعال ، وازدادوا في الايمان والاعتقاد بازدياد كشف العلل المذكورة . فالاعتقاد بالمبدأ ليس ناشيا عن الجهل بالأسباب والعوامل ، بل ناش عن النظم المشاهد في العالم أو الإمكان الذي لا يشذ عنه شئ مما سوى الله ، سواء عرفت الأسباب أو لم تعرف ، بل كلما ازدادت المعرفة بها زادتهم ايمانا ، ولا وجه لنسبة استناد الايمان إلى الوهم في جميع المعتقدين والموحدين ، ولو سلم ذلك في شرذمة من المعتقدين فلا يضر بصحة الاعتقاد بالمبدأ بعد كونه مبتنيا على أصول أصلية عقلية ، أو عقلائية في جلهم . ومن جملة شبهاتهم : أنهم يقولون : إن مقتضى كلية أصل العلية هو أن يكون للمبدأ أيضا علة أخرى ، مع أن المعتقدين بالمبدأ يجعلونه العلة الأولى وينقضون بقولهم ذلك كلية الأصل المذكور ، لتوقف العلية عندهم على المبدأ ، ومع عدم