نام کتاب : بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية نویسنده : السيد محسن الخزازي جلد : 1 صفحه : 220
الاستعمالات القرآنية ، وعلى كل تقدير فهذه المعارف الحقة الأصلية الإلهية مما لا يمكن النيل إليها بدون إرسال الرسل وبعث الأنبياء ، كما هو واضح لمن عرفها وقاسها مع المعارف البشرية . ومنها : أداء الرسالة الاصلاحية ، وأنت خبير بأن المفاسد الاجتماعية من الظلم والفحشاء والمنكرات ونحوها ، ربما تكون بحيث يحتاج ازالتها والمقابلة معها إلى رسول إلهي ، حتى يدعو الناس نحو الاصلاح وإقامة العدل ، ويدافع عن المظلومين والمحرومين ، لأن مجرد نزول الكتاب وتعليم الأحكام والتربية والتزكية بدون المجاهدة والقيام في مقابل المفاسد الاجتماعية ، غير كاف لدفعها ورفعها ، إذ بعض النفوس الشريرة كالمترفين والمفسدين لن يتوجهوا إلى ذلك كله ، ويظلمون ويصدون عن سبيل الله ويفسدون النسل والحرث ، كما نشاهد ذلك في يومنا هذا في الممالك الغريبة والشرقية ، التي نبذ فيها الكتب السماوية فاللازم في أمثال ذلك هو إرسال الرسل أو الرجال الإلهية للقيام للاصلاح ، وهذه الغاية من مهمات الغايات . قال الفاضل الشعراني - قدس سره - : " ليس في طبيعة الانسان شئ أعظم قيمة وقدرا من الاستقلال والحرية وإقامة العدل وحفظ الحقوق ودفع الظلم والتجاوز ، ولذا لم ينس الناس حق الرسل الإلهية في إقامة العدل والاستقلال والحرية وان نسوا كل شئ من الخدمات المدنية والمادية عن الآخرين " [1] . " لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب أن الله قوي عزيز " [2] . كما يظهر من بعض الآيات أن كل أمة من الأمم الماضية ، لم تخل عن
[1] راجع كتاب " راه سعادت " : ص 61 . [2] الحديد : 25 .
220
نام کتاب : بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية نویسنده : السيد محسن الخزازي جلد : 1 صفحه : 220