نام کتاب : بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية نویسنده : السيد محسن الخزازي جلد : 1 صفحه : 172
تحقق الأمر المقدر ، إذ لولا الاختيار لم يتحقق طاعة ولا معصية ، فلم يتحقق ثواب ولا عقاب ولا أمر ولا نهي ، ولا بعث ولا تبليغ ، ومن هنا يظهر وجه تمسك الإمام - عليه السلام - بسبق صفة الرحمة على العمل ، ثم بيانه - عليه السلام - أن لله مشية في كل شئ وأنها لا تغلو ولا تغلبه مشية العبد ، فالفعل لا يخطئ مشيته تعالى ، ولا يوجب ذلك بطلان تأثير مشية العبد ، فإن مشية العبد إحدى مقدمات تحقق ما تعلقت به مشيته تعالى ، فإن شاء الفعل الذي يوجد بمشية العبد فلا بد لمشية العبد من التحقق والتأثير ، فافهم ذلك . وهذه الرواية الشريفة على ارتفاع مكانتها ولطف مضمونها يتضح بها جميع ما ورد في الباب من مختلف الروايات وكذا الآيات المختلفة من غير حاجة إلى أخذ بعض وتأويل بعض آخر " [1] . ومنها : ما رواه في المحاسن عن حمران ، عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال : كنت أنا والطيار جالسين فجاء أبو بصير فأفرجنا له ، فجلس بيني وبين الطيار ، فقال : في أي شئ أنتم ؟ فقلنا : كنا في الإرادة والمشية والمحبة . فقال أبو بصير : قلت لأبي عبد الله - عليه السلام - : شاء لهم الكفر وأراده ؟ فقال : نعم ، قلت : فأحب ذلك ورضيه ؟ فقال : لا ، قلت : شاء وأراد ما لم يحب ولم يرض ؟ قال : هكذا خرج إلينا ( اخرج إلينا ، في المصدر ) [2] . وتقريب الرواية بأن يقال : إن ارادته تعالى أصالة تعلقت نحو إمكان التكامل الاختياري للإنسان ، وكل ما يلزم في هذا الطريق أعده تعالى من المعد الخارجي والداخلي ، فلذا أرسل رسله بالهدى لإرشادهم وجهز الناس بالعقل والاختيار ، فالله تعالى خلق الناس على نحو يمكن لهم أن يصلحوا ويتكاملوا ، وأراده ورضي به ، ولكن مقتضى جعل المشية والاختيار في الناس لأن يتمكنوا
[1] راجع تعليقه ص 111 من ج 5 من بحار الأنوار . [2] بحار الأنوار : ج 5 ص 121 .
172
نام کتاب : بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية نویسنده : السيد محسن الخزازي جلد : 1 صفحه : 172