نام کتاب : بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية نویسنده : السيد محسن الخزازي جلد : 1 صفحه : 169
شئ فقد جعل لهم السبيل إلى الأخذ به وما نهاهم عنه من شئ ، فقد جعل لهم السبيل إلى تركه ، ولا يكونون آخذين ولا تاركين إلا بإذنه ، وما جبر الله أحدا من خلقه على معصيته ، بل اختبرهم بالبلوى ، كما قال تعالى : " ليبلوكم أيكم أحسن عملا " [1] . ومنها : ما رواه في الخصال وغيره عن الحسين بن علي - عليهما السلام - قال : " سمعت أبي علي بن أبي طالب - عليه السلام - يقول : الأعمال على ثلاثة أحوال : فرائض وفضائل ومعاصي ، فأما الفرائض فبأمر الله تعالى وبرضى الله وبقضائه وتقديره ومشيته وعلمه ، وأما الفضائل فليست بأمر الله - أي الأمر الوجوبي - ولكن يرضى الله وبقضاء الله وبقدر الله وبمشية الله وبعلم الله ، وأما المعاصي فليست بأمر الله ولكن بقضاء الله وبقدر الله وبمشية الله وبعلمه ثم يعاقب عليها " [2] ودلالته على أن كل شئ حتى المعاصي تحت قضائه وقدره ومشيته واضحة . ومنها : ما رواه في الكافي عن حمزة بن حمران قال : " سألت أبا عبد الله - عليه السلام - عن الاستطاعة ، فلم يجبني ، فدخلت عليه دخلة أخرى فقلت : أصلحك الله ، إنه قد وقع في قلبي منها شئ لا يخرجه إلا شئ أسمعه منك ، قال : فإنه لا يضرك ما كان في قلبك ، قلت : أصلحك الله ، إني أقول : إن الله تبارك وتعالى لم يكلف العباد ما لا يستطيعون ولم يكلفهم الا ما يطيقون ، وانهم لا يصنعون شيئا من ذلك إلا بإرادة الله ومشيته وقضائه وقدره ، قال : فقال هذا دين الله الذي أنا عليه وآبائي . الحديث " [3] حمله الصدوق - رحمه الله - على أن
[1] بحار الأنوار : ج 5 ص 26 . [2] بحار الأنوار : ج 5 ص 29 ، نقلا عن التوحيد والخصال وعيون الأخبار . [3] الأصول من الكافي : ج 1 ص 162 بحار الأنوار : ج 5 ص 36 مع تفاوت والأصح هو ما رواه في الكافي .
169
نام کتاب : بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية نویسنده : السيد محسن الخزازي جلد : 1 صفحه : 169