responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية نویسنده : السيد محسن الخزازي    جلد : 1  صفحه : 140


" ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون " [1] قوله : " حتى عفوا " أي كثروا عدة أو عدة وأصله الترك ، أي تركوا حتى كثروا ، ومنه إعفاء اللحى .
وكيف كان فالمكافأة والعذاب والتنبيه من علل وجود المصيبات ، كما هو صريح الآيات المذكورة وغيرها ، بل الروايات منها : صحيحة فضيل بن يسار عن أبي جعفر - عليه السلام - قال : " ما من نكبة تصيب العبد إلا بذنب وما يعفو الله عنه أكثر " [2] .
وصحيحة هشام بن سالم عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال : أما أنه ليس من عرق يضرب ولا نكبة ولا صداع ولا مرض إلا بذنب ، وذلك قول الله عز وجل في كتابه : " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير " قال : ثم قال : " وما يعفو الله أكثر مما يؤاخذ به " [3] .
ومن المعلوم أن هذه المكافأة توجب كثيرا ما التنبه والاتعاظ والرجوع .
ولعل إلى ذلك أشار الإمام الصادق - عليه السلام - حيث قال في توحيد المفضل : " ويلذع ( أي يوجع ويؤلم ) أحيانا بهذه الآفات اليسيرة لتأديب الناس وتقويمهم ، ثم لا تدوم هذه الآفات ، بل تكشف عنهم عند القنوط منهم فيكون وقوعها بهم موعظة وكشفها عنهم رحمة - إلى أن قال - ولو كان هكذا ( أي عيش الإنسان في هذه الدنيا صافيا من كل كدر ) كان الإنسان سيخرج من الأشر والعتو إلى ما لا يصلح في دين ودنيا - إلى أن قال - فإذا عضته المكاره ووجد مضضها اتعظ وأبصر كثيرا مما كان جهله وغفل عنه ورجع إلى كثير مما كان يجب عليه [4] ، وقال - عليه السلام - أيضا : إن هذه الآفات وإن كانت تنال الصالح



[1] الأعراف : 95 .
[2] نور الثقلين : ج 4 ص 582 .
[3] نور الثقلين : ج 4 ص 581 .
[4] بحار الأنوار ج 3 ص 138 .

140

نام کتاب : بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية نویسنده : السيد محسن الخزازي    جلد : 1  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست