نام کتاب : بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية نویسنده : السيد محسن الخزازي جلد : 1 صفحه : 102
التحسين والتقبيح العقليين فإن الطائفة الأولى ذهبوا إلى نفي التحسين والتقبيح العقليين ، وتبعوا في تلك المسألة وغيرها عن شيخهم علي بن إسماعيل الأشعري ، ومن ثم سموا بالأشاعرة ، وينتهي نسب علي بن إسماعيل إلى أبي موسى الأشعري ، وكان علي بن إسماعيل من تلامذة أبي علي الجبائي المعتزلي ، وتوفي ببغداد حوالي سنة 324 وقيل غيرها [1] . ولكن الإمامية والمعتزلة ذهبوا إلى إثبات تلك القاعدة ، وكيف كان حيث إن هذه المسألة تكون من أهم المسائل الكلامية ويبتني عليها المسائل الكلامية وغيرها فالأولى هو ملاحظة المسألة في كلمات الأعاظم والأكابر من القدماء والمتأخرين ، حتى يتضح مراد المثبت والنافي وأدلتهم . كلمات الأكابر حول مسألة التحسين والتقبيح ألف : قال الشيخ المفيد - قدس سره - : أقول : إن الله عز وجل عدل كريم ، خلق الخلق لعبادته وأمرهم بطاعته ونهاهم عن معصيته وعمهم بهدايته ، بدأهم بالنعم وتفضل عليهم بالإحسان ، لم يكلف أحدا إلا دون الطاقة ولم يأمره إلا بما جعل له عليه الاستطاعة ، لا عبث في صنعه ، ولا تفاوت في خلقه ، ولا قبيح في فعله ، جل عن مشاركة عباده في الأفعال ، وتعالى عن اضطرارهم إلى الأعمال ، لا يعذب أحدا إلا على ذنب فعله ، ولا يلوم عبدا إلى علي قبيح صنعه ، لا يظلم مثقال ذرة ، فإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما ، وعلى هذا القول جمهور أهل الإمامة وبه تواترت الآثار عن آل محمد صلى الله عليه وآله .