responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية نویسنده : السيد محسن الخزازي    جلد : 1  صفحه : 100


إلى أنه تعالى لا يفعل القبيح ولا يترك الحسن . إذ تقبيح الحق وعدم إعطاء كل ذي حق حقه ظلم وقبيح ، كما أن وضع الشئ في غير محله عبث وقبيح ، فمن لا يفعل القبيح ولا يترك الحسن ، يعدل في حقوق الناس ، ويكون حكيما في جميع أفعاله .
ثم الدليل على أنه لا يفعل القبيح ولا يترك الحسن ، هو ما أشار إليه المصنف - قدس سره - من أنه تعالى محض الكمال وتمامه ، وحاصله أن القبيح لا يناسبه ولا يليق به ، وقاعدة السنخية بين العلة والمعلول ، تقتضي أن لا يصدر منه تعالى إلا ما يناسب ذاته الكامل والجميل ، وإلا لزم الخلف في كونه محض الكمال وهو محال ، وأيضا تحقق القبيح والظلم من دون داع وعلة محال ، لأن الداعي إلى فعل القبيح ، إما الحاجة أو الإجبار عليه والعجز عن تركه أو الجهل ، بالقبح ، أو العبث ، وكلها منتفية في ذاته تعالى ، بعد وضوح كونه كمالا مطلقا ، وغنيا عن كل شئ ، وقادرا على كل شئ ، وغير مريد إلا المصلحة ، فتحقق القبيح بعد عدم وجود الداعي والعلة يرجع إلى وجود المعلول بدون العلة ، وهو واضح الاستحالة .
وعليه فلا حاجة في إثبات العدل والحكمة إلى قاعدة التحسين والتقبيح وإن كانت تلك القاعدة صحيحة محكمة ، ويترتب عليها المسائل المهمة الكلامية : كوجوب معرفة المنعم وشكره ، ولزوم البعثة ، وحسن الهداية وقبح الإضلال . والمسائل الأصولية : كقبح العقاب بلا بيان ، وقبح عقاب القاصرين ، وقبح تكليف ما لا يطاق وغير ذلك .
ولكن ذهب أكثر علماء الإمامية والمعتزلة إلى الاستدلال بتلك القاعدة لإثبات العدل ، وسيأتي - إن شاء الله - تقريبها وما قيل أو يقال حولها .
وكيف كان فالاستدلال بما أشار إليه المصنف أولى من الاستدلال بتلك القاعدة ، للاختصار ، ولكونه أبعد عن الإشكال والنقض والإبرام ، هذا مضافا

100

نام کتاب : بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية نویسنده : السيد محسن الخزازي    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست