رابعاً : نزول الله تعالى إلى العالم وإلى سمائنا الدنيا عند ابن تيمية نزول بذاته فقد قال ( وتفسير النزول بفعل يقوم بذاته هو قول علماء أهل الحديث . . . ) ويضاف إلى ذلك شهادة ابن بطوطة في رحلته ، فيكون النزول عنده نزولاً حسياً لموجود مادي ! ولا يبقى قيمة لعباراته التي حاول فيها التخلص من ذلك . خامساًً : دافع ابن تيمية عن مذهبه بأنه ليس تشبيهاً لله تعالى بخلقه ، لأنه قال له وجه حسي ولم يقل كوجه الإنسان أو غيره ، وقال له يد حسية ولم يقل كيد الإنسان أو غيره وذلك كاف عنده للخروج عن تهمة التشبيه ! ثم خرج عن التشبيه احتياطاً بأمر آخر فقال نحمل النصوص على ظاهرها الحسي ونقول ( الظاهر اللائق بالله تعالى ) وليس على ظاهرها غير اللائق ! سادساً : ثم تقدم ابن تيمية خطوة جريئة في إثبات التشبيه فقال ( هب أن هذا المعنى قد يسمى في اصطلاح بعض الناس تشبيهاً ، فهذا المعنى لا ينفيه عقل ولا سمع ، وإنما الواجب نفي ما نفته الأدلة الشرعية والعقلية ) لا أكثر ! ويقصد بذلك أن الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة إنما نفت عن الله تعالى الند والشريك والمثل والكفء ، ولم تنف عنه الشبيه الذي نفاه من فسر قوله تعالى ( ليس كمثله شئ ) وهم أكثر المسلمين من الشيعة والسنة والفلاسفة والمعتزلة ، فلا مانع أن ننفي عنه تعالى المثل الذي نفته النصوص ، ولا ننفي عنه تشبيهه بخلقه ! ! فما المانع أن يكون شبيها بخلقه ما دام هو لم ينف ذلك ؟ ! ! وهكذا يجاهر ابن تيمية بأن قوله تعالى ( ليس كمثله شئ ) يعني نفي المثلية فقط ! ولا يعني نفي الشبيه ، فإن لله شبيها عنده هو آدم . . . وشبيهاً آخر هو . . ابن تيمية ! !