وإن أرادوا بالظاهر مجرد اللفظ أن تجرى على مجرد اللفظ الذي يظهر من غير فهم لمعناه ، كان إبطالهم للتأويل أو إثباته تناقضاً ، لأن من أثبت تأويلاً أو نفاه فقد فهم معنى من المعاني . وبهذا التقسيم : يتبين تناقض كثير من الناس من نفاة الصفات ومثبتيها في هذا الباب ) . ( وقال في الرسالة التدمرية ص 55 : ( ثم قد علم أن الله تعالى خلق العالم بعضه فوق بعض ولم يجعل عاليه مفتقراً إلى سافله ، فالهواء فوق الأرض وليس مفتقراً إلى أن تحمله الأرض ، والسحاب أيضاً فوق الأرض وليس مفتقراً إلى أن تحمله ، والسماوات فوق الأرض وليست مفتقرة إلى حمل الأرض لها ، فالعلي الأعلى رب كل شئ ومليكه إذا كان فوق جميع خلقه كيف يجب أن يكون محتاجاً إلى خلقه أو عرشه ، أو كيف يستلزم علوه على خلقه هذا الافتقار ، وهو ليس بمستلزم في المخلوقات ، وقد علم أن ما ثبت لمخلوق من الغنى عن غيره فالخالق سبحانه أحق به وأولى ، فقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس ، فإنه أعلى الجنة ، وأوسط الجنة وسقفها عرش الرحمن ، فهذه الجملة سقفها الذي هو العرش فوق الأفلاك ) . انتهى . ( قال في الرسالة التدمرية ص 75 : ( فهؤلاء إذا أطلقوا على الصفاتية اسم التشبيه والتمثيل : كان هذا بحسب اعتقادهم الذي ينازعهم فيه أولئك ، ثم يقول لهم أولئك : هب أن هذا المعنى قد يسمى في اصطلاح بعض الناس تشبيهاً ، فهذا المعنى لا ينفيه عقل ولا سمع ، وإنما الواجب نفي ما نفته الأدلة الشرعية والعقلية ، والقرآن قد نفى مسمى المثل والكفء والند ، ونحو ذلك