responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوهابية والتوحيد نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 294


فقال أبو عبد الله عليه السلام : وجود الأفاعيل التي دلت على أن صانعها صنعها . ألا ترى أنك إذا نظرت إلى بناء مشيد مبني ، علمت أن له بانيا وإن كنت لم تر الباني ، ولم تشاهده .
قال : فما هو ؟ قال : هو شئ بخلاف الأشياء ، أرجع بقولي شئ إلى إثباته ، وأنه شئ بحقيقته الشيئية ، غير أنه لا جسم ولا صورة ولا يحس ولا يجس ولا يدرك بالحواس الخمس ، لا تدركه الأوهام ولا تنقصه الدهور ، ولا يغيره الزمان .
قال السائل : فإنا لم نجد موهوماً إلا مخلوقاً . قال أبو عبد الله عليه السلام : لو كان ذلك كما تقول ، لكان التوحيد عنا مرتفعاً لأنا لم نكلف أن نعتقد غير موهوم . لكنا نقول : كل موهوم بالحواس مدرك بها ، تحده الحواس ممثلاً فهو مخلوق ، ولابد من إثبات كون صانع الأشياء خارجاً من الجهتين المذمومتين : إحداهما النفي إذ كان النفي هو الإبطال والعدم ، والجهة الثانية التشبيه بصفة المخلوق الظاهر التركيب والتأليف ، فلم يكن بد من إثبات الصانع لوجود المصنوعين ، والاضطرار منهم إليه أنهم مصنوعون ، وأن صانعهم غيرهم وليس مثلهم ، إن كان مثلهم شبيهاً بهم في ظاهر التركيب والتأليف وفيما يجري عليهم من حدوثهم بعد أن لم يكونوا ، وتنقلهم من صغر إلى كبر ، وسواد إلى بياض ، وقوة إلى ضعف ، وأحوال موجودة لا حاجة بنا إلى تفسيرها لثباتها ووجودها .
قال السائل : فأنت قد حددته إذ أثبت وجوده ! قال أبو عبد الله عليه السلام : لم أحدده ، ولكني أثبته إذ لم يكن بين الإثبات والنفي منزلة .

294

نام کتاب : الوهابية والتوحيد نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 294
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست