عليه الرشيد ، فغضب الرشيد على هشام وأراد قتله ، ولكنه فر من قبضتهم وبقي مختفياً إلى أن توفي رحمه الله . وقد نص المسعودي في مروج الذهب على هذه الحادثة ، قال في ج 3 ص 379 : ( . . . مجلس عند يحيى بن خالد يجتمع فيه أهل الكلام من أهل الإسلام وغيرهم فقال لهم يحيى : قد أكثرتم الكلام ونفي الصفات وإثباتها والاستطاعة والأفعال . . . والإمامة أنص هي أم اختيار . . . ؟ ) إلى آخره . . ويكفي للرد على تهمتهم لهشام بالتجسيم ، وكذب ما رووه عنه في طول معبوده وعرضه ولونه . . أن الأشعري نفسه نقل عن هشام تفسيره لقوله بأن الله تعالى جسم ، وأنه يقصد به نفي التعطيل وأنه شئ لا كالأشياء . . قال في مقالات الاسلاميين : 2 / 9 : ( قال هشام بن الحكم : معنى الجسم أنه موجود ، وكان يقول : إنما أريد بقولي : جسم ، أنه موجود ، وأنه شئ ، وأنه قائم بنفسه ) . انتهى . ونكتفي هنا بذكر دفاع الشريف المرتضى عن هشام ، ثم نذكر نماذج من مناظراته التي تثبت وحدها براءة الرجل وبعده عن تهمة كتب الملل المعروفة . قال الشريف المرتضى في الشافي ص 83 : ( فأما ما رمي به هشام بن الحكم رحمه الله بالتجسيم ، فالظاهر من الحكاية عنه القول بجسم لا كالأجسام . ولا خلاف في أن هذا القول ليس بتشبيه ولا ناقض لأصل ، ولا معترض على فرع ، وأنه غلط في عبارة يرجع في إثباتها ونفيها إلى اللغة . وأكثر أصحابنا يقولون إنه أورد ذلك على سبيل المعارضة للمعتزلة فقال لهم : إذا قلتم إن القديم تعالى شئ لا كالأشياء فقولوا إنه جسم لا كالأجسام . وليس كل من عارض بشئ وسأل عنه يكون معتقداً له ومتديناً به ، وقد يجوز