وهكذا طار وعد الدكتور بنقل آراء الشيعة من مصادرهم ، لأن معناه الواقعي عنده : نقل التهم الموجهة إليهم من خصومهم والحكم عليهم بها ! حسناً ، لنا الله . . فلنطوِ هذه الصفحة ، ولننظر إلى موضوعية دكتورنا في البحث والاستدلال التي يؤكد عليها فيقول في ج 1 ص 14 : ( وحاولت جهد الطاقة أن أكون موضوعياً ضمن الإطار الذي يتطلبه موضوع له صلة وثيقة بالعقيدة كموضوعي هذا . . . ) . ويقول في ج 1 ص 57 : ( فالمنهج العلمي والموضوعية توصي بأخذ آراء أصحاب الشأن فيما يخصهم أولاً ) . انتهى . ونكتفي بذكر نموذج لموضوعية هذ الدكتور حيث يقول في ج 2 ص 535 : ( المبحث الثاني : التعطيل عندهم . بعد هذا الغلو في الإثبات بدأ تغير المذهب في أواخر المائة الثالثة حيث تأثر بمذهب المعتزلة في تعطيل الباري سبحانه من صفاته الثابتة له في الكتاب والسنة ، وكثر الاتجاه إلى التعطيل عندهم في المائة الرابعة لما صنف لهم المفيد وأتباعه كالموسوي الملقب بالشريف المرتضى ، وأبي جعفر الطوسي ، واعتمدوا في ذلك على كتب المعتزلة ( 1 ) . وكثيرا مما كتبوه في ذلك منقول عن المعتزلة نقل المسطرة ، وكذلك ما يذكرونه في تفسير القرآن في آيات الصفات والقدر ونحو ذلك هو منقول من تفاسير المعتزلة ( 2 ) . ولهذا لا يكاد القارئ لكتب متأخري الشيعة يلمس بينها وبين كتب المعتزلة في باب الأسماء والصفات فرقاً ، فالعقل كما يزعمون هو عمدتهم فيها ذهبوا إليه والمسائل التي يقررها المعتزلة في هذا الباب أخذ بها شيوخ الشيعة المتأخرون كمسألة خلق القرآن ، ونفي رؤية المؤمنين لربهم في الآخرة ، وإنكار الصفات . بل إن الشبهات التي يثيرها المعتزلة في هذا ، هي الشبهات التي يثيرها شيوخ الشيعة المتأخرون . ) انتهى .