والقمر ! بل في إلهية العرش والكرسي . وذلك عين الكفر والإلحاد وإنكار الصانع . وأما القسم الثاني وهو أن يقال : إن إله العالم جسم ، ولكن الإنتقال والحركة عليه محال ، فنقول هذا باطل من وجوه ، الأول : أن هذا يكون كالزمن المقعد الذي لا يقدر على الحركة وذلك نقص وهو على الله محال . والثاني : أنه تعالى لما كان جسماً كان مثلا لسائر الأجسام فكانت الحركة جائزة عليه . والثالث : أن القائلين بكونه جسماً مؤلفاً من الأجزاء والأبعاض لا يمتنعون من تجويز الحركة عليه ، فإنهم يصفونه تعالى بالذهاب والمجيء ، فتارة يقولون أنه جالس على العرش وقدماه على الكرسي وهذا هو السكون ، وتارة يقولون إنه ينزل إلى السماء وهذا هو الحركة . فهذا جملة الدلائل الدالة على أنه تعالى ليس بجسم . والله أعلم ) . بحث للجرجاني في نفي الجهة ( قال في شرح المواقف : 8 / 19 : ( المقصد الأول : أنه تعالى ليس في جهة من الجهات ولا في مكان من الأمكنة . وخالف فيه المشبهة وخصصوه بجهة الفوق اتفاقاً ، ثم اختلفوا فيما بينهم ، فذهب أبو عبد الله محمد بن كرام إلى أن كونه في الجهة ككون الأجسام فيها وهو أن يكون بحيث يشار إليه أنه ها هنا أو هناك ، قال : وهو مماس للصفحة العليا من العرش ، ويجوز عليه الحركة والانتقال وتبدل الجهات ، وعليه اليهود حتى قالوا العرش يئط من تحته أطيط الرحل الجديد تحت الراكب الثقيل ، وقالوا إنه يفضل على العرش من كل جهة أربعة أصابع ، وزاد بعض