بحث للعلامة الحلي في نفي الجسمية والجهة قال في كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد ص 154 : ( قال : ولكل جسم مكان طبيعي يطلبه عند الخروج على أقرب الطرق . أقول : كل جسم على الإطلاق فإنه يفتقر إلى مكان يحل فيه ، لاستحالة وجود جسم مجرد عن كل الأمكنة ، ولا بد أن يكون ذلك المكان طبيعياً له ، لأنا إذا جردنا الجسم عن كل العوارض فإما أن لا يحل في شئ من الأمكنة وهو محال ، أو يحل في الجميع وهو أيضاًً باطل بالضرورة ، أو يحل في البعض فيكون ذلك البعض طبيعياً ، ولهذا إذا أخرج عن مكانه عاد إليه ، وإنما يرجع إليه على أقرب الطرق وهو الإستقامة . قال : ولو تعدد انتفى . أقول : يريد أن يبين أن المكان الطبيعي واحد ، لأنه لو كان لجسم واحد مكانان طبيعيان لكان إذا حصل في أحدهما كان تاركاً للثاني بالطبع ، وكذا بالعكس فلا يكون واحد منهما طبيعياً له ، فلهذا قال فلو تعدد يعني الطبيعي انتفى ، ولم يكن له مكان طبيعي ) . ( وقال في كشف المراد ص 317 : ( المسألة العاشرة : في أنه تعالى غير مركب . قال : والتركيب بمعانيه . أقول : هذا عطف على الزائد ، بمعنى أن وجوب الوجود يقتضي نفي التركيب