responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوهابية والتوحيد نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 22


يقول قائل أو قائلة : قد أعظم ابن عباس الفرية وأبو ذر وأنس بن مالك وجماعات من الناس الفرية على ربهم ! ولكن قد يتكلم المرء عند الغضب باللفظة التي يكون غيرها أحسن وأجمل منها . أكثر ما في هذا أن عائشة رضي الله عنها وأبا ذر وابن عباس رضي الله عنهما وأنس بن مالك رضي الله عنه ، قد اختلفوا هل رأى النبي ( ص ) ربه فقالت عائشة رضي الله عنها : لم ير النبي ( ص ) ربه ، وقال أبو ذر وابن عباس رضي الله عنهما قد رأى النبي ( ص ) ربه ، وقد أعلمت في مواضع من كتبنا أن النفي لا يوجب علماً والإثبات هو الذي يوجب العلم ، لم تحكِ عائشة عن النبي ( ص ) أنه أخبرها أنه لم ير ربه عز وجل ( ! ) وإنما تلت قوله عز وجل : لا تدركه الأبصار ، وقوله : ما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً ، ومن تدبر هاتين الآيتين ووفق لإدراك الصواب علم أنه ليس في واحدة من الآيتين ما يستحق الرمي بالفرية على الله ، كيف بأن يقول قد أعظم الفرية على الله ! لأن قوله : لا تدركه الأبصار ، قد يحتمل معنيين على مذهب من يثبت رؤية النبي ( ص ) خالقه عز وجل . قد يحتمل بأن يكون معنى قوله : لا تدركه الأبصار ، على ما قال ترجمان القرآن لمولاه عكرمة : ذاك نوره الذي هو نوره ، إذا تجلى بنوره لا يدركه شئ . والمعنى الثاني أي لا تدركه الأبصار أبصار الناس ، لأن الأعم والأظهر من لغة العرب أن الأبصار إنما تقع على أبصار جماعة ، لا أحسب عربياً يجئ من طريق اللغة أن يقال لبصر امرئ واحد أبصار ، وإنما يقال لبصر امرئ واحد بصر ، ولا سمعنا عربياً يقول لعين امرئ واحد بصران فكيف أبصار !
ولو قلنا : إن الأبصار ترى ربنا في الدنيا لكنا قد قلنا الباطل والبهتان ، فأما من قال أن النبي ( ص ) قد رأى ربه دون سائر الخلق فلم يقل إن الأبصار

22

نام کتاب : الوهابية والتوحيد نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست