responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوهابية والتوحيد نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 182


وإيضاحه أن النقل لا يمكن إثباته إلا بالعقل ، وذلك لأن إثبات الصانع ومعرفة النبوة وسائر ما يتوقف صحة النقل عليه لا يتم إلا بطريق العقل ، فهو أصل للنقل الذي تتوقف صحته عليه ، فإذا قدم على العقل وحكم بثبوت مقتضاه وحده فقد أبطل الأصل بالفرع ، ويلزم منه إبطال الفرع أيضاً ، إذ تكون حينئذ صحة النقل متفرعة على حكم العقل الذي يجوز فساده وبطلانه ، فلا يقطع بصحة النقل ، فلزم من تصحيح النقل بتقديمه على العقل عدم صحته !
وإذا كان تصحيح الشيء منجراً إلى إفساده ، كان مناقضاً لنفسه ، فكان باطلاً . فإذا لم يكن تقديم النقل على العقل بالدليل السابق ، فقد تعين تقديم العقل على النقل ، وهو المطلوب . إذا علمت هذا تبين لك جلياً وجوب تأويل ما عارض ظاهره العقل من الآيات القرآنية التي هي ظواهر ظنية لا تعارض اليقينيات ، إما تأويلاً إجمالياً ويفوض تفصيله إلى الله تعالى كما هو مذهب أكثر السلف ، وإما تفصيلياً كما هو مذهب أكثر الخلف . فالإستواء في قوله تعالى : الرحمن على العرش استوى ، هو الاستيلاء ، ويؤيده قول الشاعر :
قد استوى عمرو على العراق من غير سيف ودم مهراق وقوله تعالى : وجاء ربك والملك صفاًّ صفاًّ ، أي جاء أمره . وقوله : إليه يصعد الكلم الطيب . أي يرتضيه ، فإن الكلم عرض يمتنع عليه الإنتقال بنفسه . وقوله سبحانه : هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام ، أي يأتي عذابه . وقوله تعالى : ثم دنى فتدلى فكان قاب قوسين ، أو أدنى ، أي قرب رسوله إليه بالطاعة ، والتقدير بقاب قوسين تصوير للمعقول بالمحسوس .
وقوله صلى الله عليه وسلم : إنه تعالى ينزل إلى السماء الدنيا في كل ليلة فيقول هل من تائب فأتوب عليه هل من مستغفر فأغفر له ، معناه تنزل

182

نام کتاب : الوهابية والتوحيد نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 182
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست