ولا تقل إن هذا إرهاب فكري فهذا موقف الإمام مالك ، ونحن نقلده في تفسيره للصفات وفي إرهابه الديني ، وإن كنا نخالفه في بدعته بتجويز زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله ! ولا تقل إن الخليفة عمر فسر جلوس الله تعالى على العرش بجلوس الرجل على حداجة البعير أو الكرسي الخشبية الجديدة ، فصارت تئز وتئط وتصر وتطقطق من ثقله ! ! لأن هذا التفسير حلال للخليفة عمر حرام عليك ! ! ولكن إذا صح ما نسبوه إلى المفوضة في هذا الموضوع من إرهاب فكري فإن المفوضة ارتكبوا إرهاباً واحداً ، أما الوهابيون فقد ارتكبوا إرهابيين وتفويضاً ! فالمفوضة قالوا : لا نعرف كيف استوى على العرش ، ويحرم عليك السؤال عنه . والوهابيون قالوا : يجب أن تفسر الاستواء بالإستواء المادي وإلا فأنت مفوض جهمي معطل ضال ملحد ! وبعد أن تفسره بذلك يقولون لك : يجب أن تفوض معناه وإلا فأنت فاسق مظهر لما أوجب الله كتمانه من تجسيمه ! سبحان الله ، صار التفويض الحرام واجباً هنا ، ولكن بعد الإجبار على التفسير الحسي ! ! لقد ارتكبوا الإرهاب على التفسير الحسي ، ثم الإرهاب على تفويض الاستواء الحسي وعدم السؤال عن كيفيته ! ! فالمفوض كمن يقول لك : لا تفتح باب السؤال ولا تدخل هذا المكان . والوهابي كمن يقول لك : إقفز من السطح ، لكن لا تقع على الأرض ! أما ما نسبوه إلى الإمام مالك فلم يثبت عنه ما يريدون التشبث به ، وإليك كل ما روي عنه في هذا الموضوع !