الآيات والأحاديث الصحيحة كما أجمعوا أنه سبحانه غني عن العرش وعن غيره ، وهكذا قال أهل السنة في جميع الصفات مثل قول مالك : المعاني معلومة على حسب ما تقتضيه اللغة العربية التي خاطب الله بها العباد ، والكيف مجهول ، وتلك المعاني معان كاملة ثابتة موصوف بها ربنا سبحانه ، لا يشابه فيها خلقه ، والكلام في هذا يحتاج إلى مزيد بسط ، وسنفعل ذلك إن شاء الله بعد وصولنا إلى المدينة ، ونقرأ عليك كتابك وننبهك على ما فيه من أخطاء ونوصيك بتدبر القرآن الكريم والإيمان بأن جميع ما دل عليه حق لائق بالله سبحانه فيما يتعلق بباب الأسماء والصفات ، كما أن جميع ما دل عليه حق في جميع الأبواب الأخرى ، ولا يجوز تأويل الصفات ولا صرفها عن ظاهرها اللائق بالله ولا تفويضها ، بل هذا كله من اعتقاد أهل البدع ، أما أهل السنة والجماعة فلا يؤولون آيات الصفات وأحاديثها ولا يصرفونها عن ظاهرها ولا يفوضونها ، بل يعتقدون أن جميع ما دلت عليه من المعنى كله حق ثابت الله لائق به سبحانه لا يشابه فيه خلقه كما قال سبحانه ( قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ) وقال سبحانه ( ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ) نفى عن نفسه مماثلة الخلق وأثبت لنفسه السمع والبصر على الوجه اللائق به ، وهكذا بقية الصفات . ونوصيك أيضاً بمطالعة جواب شيخ الإسلام ابن تيمية لأهل حماه وجوابه لأهل تدمر ففي الجوابين خير عظيم ، وتفصيل لكلام أهل السنة ، ونقل لبعض كلامهم ولا سيما الحموية ، كما أن فيهما الرد الكافي على أهل البدع ، ونوصيك أيضاً بمطالعة العقيدة النونية ومختصر الصواعق المرسلة وكلاهما للعلامة ابن القيم ، وفيهما من البيان والإيضاح لأقوال أهل السنة والرد على