المنكر لكون الله فوق عرشه والنافي لصفاته ، ليعرف الناس أن مذهب السلف كان يخالف هذا . أما قوله ( أما طريقة الخلف فهي تأويل هذه الكلمات وصرفها عن ظاهرها ) إلى قوله ( وكل من الطريقتين صحيحة مذكورة في الكتب المعتمدة للعلماء الأعلام ) انتهى . أقول : هذا خطأ عظيم فليست كلتا الطريقتين صحيحة ، بل الصواب أن طريقة السلف هي الصحيحة وهي الواجبة الاتباع ، لأنها عمل بالكتاب والسنة وتمسك بما درج عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعون لهم بإحسان من التابعين ومن تبعهم من الأئمة الأعلام ، وفيها تنزيه الله سبحانه وتعالى عن صفات النقص بإثبات صفات الكمال وتنزيه الله سبحانه عن صفات الجمادات والناقصات والمعدومات ، وهذا هو الحق ، أما تأويلها على ما يقول علماء الخلف من أصحاب الكلام ، فهو خلاف الحق وهو تحكيم للعقل الناقص وقول على الله بلا علم ، وفيه تعطيل الله جل وعلا من صفات الكمال ، فهم فروا من التشبيه المتوهم في أذهانهم ووقعوا في التعطيل . والخلاصة أن مذهب السلف هو الحق الذي يجب أتباعه والقول به ، وأما ما ذهب إليه بعض علماء الخلف من تأويل نصوص صفات الله جل وعلا فهو باطل مخالف لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وما عليه سلف الأمة . وقوله ( قام الدليل على أن الله ليس بجسم ) هذا الكلام لا دليل عليه لأنه لم يرد في الكتاب ولا في السنة وصف الله سبحانه بذلك أو نفيه عنه ! فالواجب