الله تعالى ما أثبت لنفسه ولكن من غير تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل ، واضعين نصب أعينهم عدم تعطيل الذات الإلهية عن الصفات ، مع جزمهم بأن ظاهر هذه الآيات غير مراد ، وأن الأصل تنزيه الله تعالى عن كل ما يماثل المخلوقين لقوله تعالى : ليس كمثله شئ وهو السميع البصير . أما طريقة الخلف فهي تأويل هذه الكلمات وصرفها عن ظاهرها إلى المعنى المجازي فتكون اليد بمعنى القدرة والوجه بمعنى الذات والاستواء بمعنى الاستيلاء والسيطرة ونفوذ الأمر ، لأنه قام الدليل اليقيني على أن الله ليس بجسم ولقوله تعالى : ليس كمثله شئ وهو السميع البصير . وكل من الطريقين صحيحة مذكورة في الكتب المعتمدة للعلماء الأعلام . . . إلخ ) . وقد أخطأ عفا الله عنا وعنه في نسبته للسلف ( جزمهم بأن ظاهر هذه الآيات غير مراد ) فالسلف رحمهم الله ومن سار على نهجهم إلى يومنا هذا يثبتون لله ما أثبته لنفسه من صفات الكمال أو أثبته له رسوله ( ص ) ويعتقدون حقيقتها اللائقة بجلاله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ولا تأويل لها عن ظاهرها ولا تفويض ! قال شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالة الفتوى الحموية ما نصه : روى أبو بكر البيهقي في الأسماء والصفات بإسناد صحيح عن الأوزاعي قال : كنا والتابعيون متوافرون نقول إن الله تعالى ذكره فوق عرشه ونؤمن بما وردت به السنة من الصفات ، فقد حكى الأوزاعي وهو أحد الأئمة الأربعة في عصر تابعي التابعين الذين هم مالك إمام أهل الحجاز والأوزاعي إمام أهل الشام والليث إمام أهل مصر والثوري إمام أهل العراق ، حكى شهرة القول في زمن التابعين بالإيمان بأن الله تعالى فوق العرش وبصفاته السمعية ، وإنما قال الأوزاعي هذا بعد ظهور مذهب جهم