ويتخرج هذان القولان على الخلاف في جواز إطلاق شئ على الله ، فمن أجازه قال الاستثناء متصل والمراد بالوجه الذات ، والعرب تعبر بالأشرف عن الجملة ، ومن لم يجز إطلاق شئ على الله قال هو منقطع ، أي لكن هو تعالى لم يهلك ، أو متصل والمراد بالوجه ما عمل لأجله ) . انتهى . فالعبارة موجودة في البخاري وقد أكد ذلك شراحه ، ومحاولة نسبتها إلى معمر مردودة بالأصل ، وبشهادة الطبري أن عبارة معمر بلفظ ( إلا هو ) ! ! لذلك فإن نصيحتنا للألباني وابن باز ومن عندهم شئ من الإنصاف من الوهابيين أن يختاروا التأويل ، حتى لا يضطروا إلى الحكم بفناء معبودهم حتى عنقه ما عدا وجهه ! ! وحتى لا يضطروا إلى الحكم بضلال البخاري أو كفره لارتكابه تأويل الصفات ! فهل يفعلون ؟ أسلاف الوهابيين تورطوا قبلهم في الآية يظهر أن المجسمين واجهوا مشكلة هذه الآية قديماً ، فعندما فسروا ( وجه الله ) بالجارحة كما يقتضيه مذهبهم في الحمل على الظاهر الحسي ، صفعت هذه الآية وجوههم وتحيروا في تفسيرها ! ويظهر أن المشكلة بقيت عندهم بلا حل لإصرارهم على عدم التأويل كما فعل الألباني ، فكابروا وقالوا بفناء معبودهم ما عدا وجهه والعياذ بالله ! ! ( قال السهيلي في الروض الآنف : 2 / 179 : ( ذهب الأشعري في قوله تعالى : ويبقى وجه ربك ، في معنى الوجه إلى ما ذهب فيه من معنى العين واليد وأنها صفات الله تعالى لم تعلم من جهة العقول ولا من جهة الشرع المنقول ) ! !