الثامنة عشرة : كثف كل سماء خمسمائة سنة . التاسعة عشرة : أن البحر الذي فوق السماوات بين أسفله وأعلاه مسيرة خمسمائة سنة ) . انتهى . وهكذا أصدر إمام الوهابية حكمه بأن علوم اليهود هذه عن تجسيم الله تعالى بقيت سليمة لم تنلها يد التحريف ، وأن النبي صلى الله عليه وآله ضحك كثيراً لهذا العلم العظيم ، وأن الله تعالى أنزل بتصديقه قرآناً ، وقد يكون الله تعالى ضحك أيضاً مثل رسوله تصديقاً للحبر اليهودي ، وارث هذا العلم المخزون العظيم ومبلغه إلى خاتم النبيين ! ! والنتيجة عنده : أن الله تعالى له يدان وأصابع بالمعنى المادي الحسي ، وأن النبي صلى الله عليه وآله أقر هذا المعنى المادي ليدي الله تعالى وأصابعه ولم يتأوله ، وأن الله تعالى موجود في منطقة فوق العالم على عرشه ، وأن المسافة بيننا وبينه محددة بكذا سنة من السير مشياً على الأقدام ! ! بل يمكن لنا بناء على رأي إمام الوهابية أن نحسب المسافة إلى عرش الله تعالى ومكان وجوده بالكيلومتر ونرسل إليها سفينة فضائية ! ! ونترك الفتوى في ذلك إلى مفتي الوهابية الشيخ ابن باز ؟ ! من هذين النصين لإمامهم ابن عبد الوهاب والنصوص الكثيرة لاتباعه ، يطمئن الباحث بأن مذهبهم في التوحيد هو نفس مذهب مجسمة اليهود ، ثم مجسمة الحنابلة وابن تيمية والذهبي ، فهم : أولاً : يرفضون التأويل لأنه لا مجاز بزعمهم في القرآن والسنة ، فكل الألفاظ يجب أن تحمل على معناها اللغوي المادي ولا يجوز أن تحمل على معان مجازية ، أو تؤول أو تشوش على حد تعبيرهم !