المذهب الثالث : مذهب تفسيرها بالمعنى اللغوي الظاهر ، أي بالمعنى الحسي ، والقول بأن الله تعالى له يد ووجه ورجل وجنب بالمعنى اللغوي الحسي ، وهو مذهب اليهود والنصارى ، وهو المذهب الذي تبنى نشره في المسلمين كعب الأحبار ووهب بن منبه ومن وافقهم من الصحابة ، ثم صار المذهب الرسمي الذي تعصب له الأمويون ، ثم صار مذهب من الحنابلة وقليل من الأشاعرة ، ثم حاول إحياءه ابن تيمية والوهابيون ، وألصقوه بالسلف وأهل السنة . المذهب الرابع : مذهب المتنقلين بين المذاهب ، والمذبذبين ، والمتحيرين . . وهم أنواع ثلاثة ، وقد ذكرنا نماذج منهم في المجلد الأول من العقائد الإسلامية . والظاهر أن لقب ( المتَأولة ) الذي يطلقونه على الشيعة في بلاد الشام وفلسطين ومصر ، جاء من هؤلاء المجسمة الذين كانوا يكفرون الشيعة وغيرهم من المسلمين المتأولين . ومع أن أكثرية إخواننا السنة متأولة ، إلا أن نَبْزَ لقب ( المتَأولة ) وَسُبَّتَهُ كان من نصيب الشيعة المظلومين ، وبقيت كلمة ( مِتْوَالي ) بكسر الميم ، أسوأ في ذهن خصوم الشيعة من كلمة كافر ! وفيما يلي نعرض لهذه المذاهب بشيء من التفصيل : المذهب الأول : مذهب المتأولين احتج المتأولون وهم أكثرية العلماء بأن من الطبيعي في كل لغة أن نفسر ألفاظها بمعانيها المناسبة ، فنحمل اللفظ على معناه الحقيقي إلا إذا منع منه مانع لفظي أو عقلي فنحمله على معناه المجازي ، حسب أصول التخاطب التي يعرفها أهل الخبرة بتلك اللغة .